الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2620 - النعمان بن عدي بن نضلة - ويقال ابن نضيلة - بن عبد العزى بن حرثان ابن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي، كان من مهاجرة الحبشة، هاجر إليها هو وأبوه عدي بن نضيلة أو نضلة، فمات عدي هناك بأرض الحبشة، فورثه ابنه النعمان هناك، فكان النعمان أول وارث في الإسلام،  وكان عدي أبوه أول مورث في الإسلام، ثم ولى . عمر النعمان هذا ميسان، ولم يول عمر بن الخطاب رجلا من قومه عدويا غيره، وأراد امرأته على الخروج معه إلى ميسان فأبت عليه، فأنشد النعمان أبياتا كثيرة، وكتب بها إليها وهي :


                                                              فمن مبلغ الحسناء أن حليلها بميسان يسقى في زجاج وحنتم     إذا شئت غنتني دهاقين قرية
                                                              وصناجة تحدو على كل ميسم     إذا كنت ندماني فبالأكبر اسقني
                                                              ولا تسقني بالأصغر المتثلم     لعل أمير المؤمنين يسوءه
                                                              تنادمنا في الجوسق المتهدم

                                                              فبلغ ذلك عمر، فكتب إليه:

                                                              بسم الله الرحمن الرحيم: حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول . . . الآية.

                                                              أما بعد فقد بلغني قولك:


                                                              لعل أمير المؤمنين يسوءه     تنادمنا في الجوسق المتهدم

                                                              وايم الله، لقد ساءني ذلك، وعزله، فلما قدم عليه سأله فقال: والله ما كان [ ص: 1503 ] من هذا شيء، وما كان إلا فضل شعر وجدته، وما شربتها قط. فقال:

                                                              أظن ذلك، ولكن لا تعمل لي على عمل أبدا.

                                                              فنزل البصرة، فلم يزل يغزو مع المسلمين حتى مات. وهو فصيح، يستشهد أهل اللغة بقوله: « ندمان» في معنى نديم.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية