الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2628 - نعيم بن عبد الله النحام، القرشي العدوي.

                                                              هو نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي. وإنما سمي النحام لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم فيها.  والنحمة السعلة. وقيل النحمة النحنحة الممدودة آخرها، فسمي بذلك النحام. كان نعيم النحام قديم الإسلام، يقال: إنه أسلم بعد عشرة أنفس قبل إسلام عمر بن الخطاب. وكان يكتم إسلامه، ومنعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة، لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم ويمونهم، فقالوا:

                                                              أقم عندنا على أي دين شئت، وأقم في ربعك، واكفنا ما أنت كاف من أمر أراملنا، فو الله لا يتعرض لك أحد إلا ذهبت أنفسنا جميعا دونك. وزعموا [ ص: 1508 ] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له حين قدم عليه: قومك، يا نعيم، كانوا خيرا لك من قومي لي. قال: بل قومك خير يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قومي أخرجوني، وأقرك قومك وزاد الزبير - في هذا الخبر فقال نعيم: يا رسول الله، قومك أخرجوك إلى الهجرة وقومي حبسوني عنها. وكانت هجرة نعيم عام خيبر . وقيل: بل هاجر في أيام الحديبية وقيل: إنه أقام بمكة حتى كان قبل الفتح.

                                                              واختلف في وقت وفاته، فقيل: قتل بأجنادين شهيدا سنة ثلاث عشرة في آخر خلافة أبي بكر . وقيل: قتل يوم اليرموك شهيدا في رجب سنة خمس عشرة في خلافة عمر وقال الواقدي : كان نعيم قد هاجر أيام الحديبية ، فشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ما بعد ذلك من المشاهد، وقتل يوم اليرموك في رجب سنة خمس عشرة. يروي عنه نافع، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وما أظنهما سمعا منه .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية