الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2642 - نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي.

                                                              يكنى أبا الحارث،
                                                              كان أسن من إخوته ومن سائر من أسلم من بني هاشم كلهم، كان أسن من العباس وحمزة، أسر يوم بدر وفداه العباس، ثم أسلم وهاجر أيام الخندق. وقيل: بل هو الذي فدى نفسه برماح . وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين العباس، وكانا شريكين في الجاهلية، متفاوضين في المال متحابين وشهد نوفل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة.

                                                              وشهد حنينا، والطائف، وكان ممن ثبت يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعان يوم حنين رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة آلاف رمح، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كأني أنظر إلى رماحك أبا الحارث تقصف أصلاب المشركين. وقيل: إنه أسلم يوم فدى نفسه. قال محمد بن سعد :

                                                              حدثنا علي بن عيسى النوفلي، عن أبيه، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: لما أسر نوفل بن الحارث ببدر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: افد نفسك.  قال: ما لي شيء أفتدي به.

                                                              قال: افد نفسك برماحك التي بجدة. قال: والله ما علم أحد أن لي بجدة رماحا غيري بعد الله أشهد أنك رسول الله. ففدى نفسه بها، وكانت [ ص: 1513 ] ألف رمح.
                                                              وتوفي بالمدينة في داره بها سنة خمس عشرة في خلافة عمر وصلى عليه عمر بعد أن مشى معه إلى البقيع، ووقف على قبره حتى دفن.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية