الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2683 - هشام بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم القرشي السهمي، أخو عمرو بن العاص، كان قديم الإسلام. أسلم بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم مكة حين بلغه مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم، فحبسه أبوه وقومه بمكة حتى قدم بعد الخندق على النبي صلى الله عليه وسلم [ المدينة، وشهد ما بعد ذلك من المشاهد] ، وكان أصغر سنا من أخيه عمرو، وكان فاضلا خيرا. سئل عمرو بن العاص من أفضل؟ أنت أو أخوك هشام؟ فقال:

                                                              أحدثكم عني وعنه: أمه بنت هشام بن المغيرة، وأمي سبية، وكانت أحب إلى أبيه مني، وتعرفون فراسة الوالد في ولده، واستبقنا إلى الله عز وجل فسبقني، أمسك علي الستر حتى تطهرت، وتحنطت، ثم أمسكت عليه حتى فعل مثل ذلك، ثم عرضنا أنفسنا على الله فقبله وتركني. وقتل هشام بن العاص [ بالشام ] يوم أجنادين في خلافة أبي بكر سنة ثلاث عشرة. وروى ابن المبارك عن أهل الشام أنه استشهد يوم اليرموك. وقال الواقدي: أخبرنا عبد الملك [ ص: 1540 ] ابن وهب، عن جعفر بن يعيش، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة، قال: حدثني من حضر أن هشام بن العاص ضرب رجلا من غسان فأبدى منحره ، فكرت غسان على هشام فضربوه بأسيافهم حتى قتلوه، فلقد وطئته الخيل حتى كر [عليه] عمرو، فجمع لحمه فدفنه. قال: حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان. قال: لما انهزمت الروم يوم أجنادين انتهوا إلى موضع لا يعبره إلا إنسان إنسان، فجعلت الروم تقاتل عليه، وقد تقدموه وعبروه، فتقدم هشام ابن العاص يقاتلهم حتى قتل، ووقع على [تلك] الثلمة فسدها. فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل، فقال عمرو بن العاص : أيها الناس، إن الله قد استشهده ورفع روحه، وإنما هي جثة، فأوطئوه الخيل، ثم أوطأه هو، ثم تبعه الناس حتى قطعوه، فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون إلى العسكر كر إليه عمرو، فجعل يجمع لحمه وأعضاءه وعظامه ثم حمله في نطع فواراه. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ابنا العاص مؤمنان عمرو وهشام. رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية