الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2699 - هند بن أبي هالة الأسيدي التميمي.

                                                              ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه خديجة بنت خويلد، خلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي هالة.

                                                              واختلف في اسم أبي هالة فقيل نماش بن زرارة وقيل نباش بن زرارة بن وقدان ابن حبيب بن سلامة بن عدي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم، حليف بني عبد الدار بن قصي. وقيل زرارة بن نباش. وقال الزبير: أبو هالة مالك بن نباش بن زرارة، قال. وحدثني أبو بكر المؤملي ، قال: أبو هالة مالك بن نباش ابن زرارة من بني نباش [بن زرارة] بن عدس الداري ، هكذا قال الداري ، وليس بشيء. قال أبو عمر: أكثر أهل النسب يخالفون الزبير [ ص: 1545 ] في اسم أبي هالة، وينسبونه على نحو ما قدمنا ذكره. وقال الزبير أيضا:

                                                              قتل هند بن أبي هالة مع علي بن أبي طالب يوم الجمل، وقتل ابنه هند بن هند مع مصعب بن الزبير يوم المختار. قال الزبير: وقد قيل: إن هند بن هند مات بالبصرة في الطاعون فازدحم الناس على جنازته، وتركوا جنائزهم.

                                                              وقالوا: ابن ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونادت امرأة وا هند ابن هنداه! فمال الناس إليه. هكذا قال الزبير. وغيره يقول: إن هند ابن أبي هالة هو الذي مات بالبصرة مجتازا إذ مر بها فلم يقم سوق البصرة يومئذ، وقالوا: مات أخو فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                              والصحيح ما قاله الزبير في ذلك، والله أعلم بأن هند بن أبي هالة قتل يوم الجمل، وأن ابنه هند بن هند بن أبي هالة هو الذي مات بالبصرة في الطاعون. أخبرني خلف بن القاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا أبو بكر الوجيهي، حدثنا جعفر بن حدان، قال: حدثني أبي، عن محمد بن الحجاج، عن رجل من بني تميم، قال: رأيت هند بن هند بن أبي هالة بالبصرة، وعليه حلة خضراء من غير قميص، فمات في الطاعون، فخرجوا به بين أربعة لشغل الناس بموتاهم، فصاحت امرأة وا هند ابن هنداه وابن ربيب رسول الله! فازدحم الناس على جنازته، وتركوا موتاهم. وهذا هو الصحيح إن شاء الله تعالى. وكان هند بن أبي هالة فصيحا بليغا وصافا، وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن وأتقن. وقد شرح أبو عبيدة وابن قتيبة وصفه ذلك، لما فيه من الفصاحة وفوائد اللغة. وقد روى عنه أهل البصرة حديثا واحدا، حدثنا خلف بن قاسم، قال: حدثنا ابن السكن ، قال: حدثني جبير بن محمد بن عيسى الواسطي بمصر. قال [ ص: 1546 ] .

                                                              حدثنا [حسان بن عبد الله الواسطي، حدثنا] السري بن يحيى، عن مالك ابن دينار، قال: حدثني هند بن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم أبي مروان بن الحكم، فجعل يغمزه، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم اجعل به وزغا، فرجف مكانه،  والوزغ الارتعاش.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية