الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2939 - أبو الدحداح.

                                                              ويقال: أبو الدحداحة، فلان ابن الدحداحة مذكور في الصحابة، لا أقف له على اسم ولا نسب أكثر من أنه من الأنصار، حليف لهم.

                                                              ذكر ابن إدريس وغيره، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى ابن حبان، عن عمه واسع بن حبان، قال: هلك أبو الدحداح، وكان أتيا فيهم، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عاصم بن عدي، فقال له: هل كان له فيكم نسب؟ قال: لا. قال: فأعطى ميراثه ابن أخته أبا لبابة بن عبد المنذر. وقد قيل:

                                                              إن أبا الدحداح هذا اسمه ثابت بن الدحداح. ويقال: الدحداحة، وقد ذكرناه في باب اسمه - باب الثاء .

                                                              وروى عقيل، عن ابن شهاب - أن يتيما خاصم أبا لبابة في نخلة، فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي لبابة، فبكى الغلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي لبابة: أعطه نخلتك. فقال: لا فقال: أعطه إياها ولك بها عذق في الجنة. فقال: لا. فسمع بذلك أبو الدحداح، فقال لأبي لبابة: أتبيع عذقك ذلك بحديقتي هذه؟ قال: نعم، فجاء أبو الدحداحة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، النخلة التي سألت لليتيم إن أعطيته إياها ألي بها عذق في الجنة؟ قال: نعم. ثم قتل أبو الدحداحة شهيدا يوم أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رب عذق مذلل لأبي الدحداحة في الجنة.  ولما نزلت : من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا كان أبو الدحداح [ ص: 1646 ] نازلا في حائط له هو وأهله، فجاء إلى امرأته، فقال: اخرجي يا أم الدحداح، فقد أقرضته الله عز وجل، فتصدق بحائطه على الفقراء والمساكين.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية