3193 - أبو موسى الأشعري ، عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب ابن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر ، وهو نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان . وفي نسبه هذا بعض الاختلاف ، وقد ذكرناه في باب اسمه ، وذكرنا هناك عيونا من أخباره [ ص: 1763 ] .
وأمه امرأة من بك ، كانت قد أسلمت وماتت بالمدينة . وذكرت طائفة - منهم الواقدي - أن أبا موسى قدم مكة فخالف سعيد بن العاص بن أمية أبا أحيحة ، ثم أسلم بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة ، ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر . قال الواقدي : وأخبرنا خالد بن إلياس ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم ، وكان علامة نسابة ، قال : ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة ، وليس له حلف في قريش ، ولكنه أسلم قديما بمكة ، ثم رجع إلى بلاد قومه ، فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين : جعفر وأصحابه من أرض الحبشة ، ووافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ، فقالوا : قدم أبو موسى مع أهل السفينتين ، وإنما الأمر على ما ذكرنا أنه وافق قدومه [قدومهم ] .
قال أبو عمر : إنما ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة لأنه نزل أرض الحبشة في حين إقباله مع [سائر ] قومه ، رمت الريح سفينتهم إلى أرض الحبشة ، فبقوا بها ثم خرجوا مع جعفر وأصحابه ، هؤلاء في سفينة وهؤلاء في سفينة ، فكان قدومهم معا من أرض الحبشة فوافوا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر ، فقيل : إنه قسم لجعفر وأصحابه وقسم للأشعريين [لأنه ] قيل : إنه قسم لأهل السفينتين ، وقد روي أنه لم يقسم لهم . ثم ولى عمر بن الخطاب أبا موسى البصرة إذ عزل عنها المغيرة في وقت الشهادة عليه ، وذلك سنة عشرين ، فافتتح أبو موسى الأهواز ، ولم يزل على البصرة إلى صدر من خلافة عثمان ، ثم لما دفع أهل الكوفة [ ص: 1764 ] سعيد بن العاص ولوا أبا موسى وكتبوا إلى عثمان يسألونه أن يوليه فأقره ، فلم يزل على الكوفة حتى قتل عثمان ، ثم كان منه بصفين وفي التحكيم ما كان . وكان منحرفا عن علي لأنه عزله ولم يستعمله ، وغلبه أهل اليمن في إرساله في التحكيم فلم يجزه وكان لحذيفة قبل ذلك فيه كلام ، ثم انتقل أبو موسى إلى مكة ومات بها وقيل : إنه مات بالكوفة في داره بجانب المسجد . وقيل سنة اثنتين وأربعين . وقيل : سنة أربع وأربعين ، وقيل : سنة خمسين وقيل : سنة اثنتين وخمسين . ذكره محمد بن سعد ، عن الواقدي ، عن خالد بن إلياس ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم ، قال : مات أبو موسى سنة اثنتين وخمسين . قال محمد بن سعد : وسمعت بعض أهل العلم يقول : إنه مات قبل ذلك بعشر سنين سنة اثنتين وأربعين .


