4005 - صفية بنت حيي بن أخطب بن شعبة بن ثعلبة [بن عبيد ] بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير ابن النحام بن تحوم من بني إسرائيل من سبط هارون بن عمران .
وأمها برة بنت سموأل .
قال أبو عبيدة : كانت صفية بنت حيي عند سلام بن مشكم ، وكان شاعرا ، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق ، وهو شاعر فقتل يوم خيبر . وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في سنة سبع من الهجرة . روى حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس - أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى صفية بنت حيي بسبعة أرؤس .
وخالفه عبد العزيز بن صهيب وغيره ، عن أنس ، فقال فيه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جمع سبي خيبر جاءه دحية ، فقال : أعطني جارية من السبي [ ص: 1872 ] .
فقال : اذهب فخذ جارية ، فأخذ صفية بنت حيي ، فقيل : يا رسول الله ، إنها سيدة قريظة والنضير ، ما تصلح إلا لك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
خذ جارية من السبي غيرها . قال ابن شهاب : كانت مما أفاء الله عليه ، فحجبها وأولم عليها بتمر وسويق ، وقسم لها ، وكانت إحدى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن .
قال أبو عمر : استصفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصارت في سهمه ، ثم أعتقها وجعل عتقها صداقها . لا يختلفون في ذلك ، وهو خصوص عند أكثر الفقهاء له صلى الله عليه وسلم ، إذ كان حكمه في النساء مخالفا لحكم أمته .
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على صفية وهي تبكي ، فقال لها : ما يبكيك؟ قالت : بلغني أن عائشة وحفصة تنالان مني وتقولان :
نحن خير من صفية ، نحن بنات عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه . قال :
ألا قلت لهن : كيف تكن خيرا مني ، وأبي هارون ، وعمي موسى ، وزوجي محمد صلى الله عليه وسلم . وكانت صفية حليمة عاقلة فاضلة .
وروينا أن أن جارية لها أتت عمر بن الخطاب فقالت : إن صفية تحب السبت ، وتصل اليهود . فبعث إليها عمر ، فسألها ، فقالت : أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به يوم الجمعة . وأما اليهود فإن لي فيهم رحما ، وأنا أصلها .
قال : ثم قالت للجارية : ما حملك على ما صنعت؟ قالت : الشيطان قالت : اذهبي فأنت حرة .
وتوفيت صفية في شهر رمضان في زمن معاوية سنة خمسين .


