تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة بسنتين . هذا قول أبي عبيدة . وقال غيره : بثلاث سنين ، وهي بنت ست سنين ، وقيل : بنت سبع .
وابتنى بها بالمدينة ، وهي ابنة تسع ، لا أعلمهم اختلفوا في ذلك . وكانت تذكر لجبير بن مطعم وتسمى له ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أري في المنام في سرقة من حرير ، فتوفيت عائشة فقال : إن يكن هذا من عند الله يمضه . فتزوجها بعد موت خديجة ، بثلاث سنين فيما ذكر خديجة وكان موت الزبير . قبل مخرجه إلى خديجة المدينة مهاجرا بثلاث سنين . هذا أولى ما قيل في ذلك وأصحه إن شاء الله تعالى . وقد قيل في موت إنه كان قبل الهجرة بخمس سنين . وقيل : بأربع ، على ما ذكرناه في بابها . خديجة :
وذكر عن الزبير بن بكار ، محمد [بن محمد ] بن الحسن ، عن أسامة ابن حفص ، عن يونس ، عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ابن شهاب - في شوال سنة عشر من النبوة قبل الهجرة بثلاث سنين ، وأعرس بها في عائشة بنت أبي بكر الصديق المدينة في شوال على رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجره إلى المدينة [ ص: 1882 ] .
حدثنا حدثنا عبد الوارث ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا أحمد بن زهير ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، عن حماد بن سلمة ، عن أبيه ، هشام بن عروة ، قالت : عائشة ، وقبل مخرجه إلى خديجة المدينة بسنتين أو ثلاث ، وأنا بنت ست أو سبع . تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد متوفى قال عن أحمد بن زهير :
هذا يقضي لقول أبي عبيدة بالصواب : إن توفيت قبل الهجرة بخمس سنين . قال : ويقال بأربع قبل تزويج خديجة عائشة .
قال كان نكاحه صلى الله عليه وسلم أبو عمر : في شوال ، وابتناؤه بها في شوال ، عائشة وتقول : هل كان في نسائه عنده أحظى مني ، وقد نكحني وابتنى بي في شوال ، وتوفي عنها صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثمان عشرة سنة ، وكان مكثها معه صلى الله عليه وسلم تسع سنين . وكانت تحب أن تدخل النساء من أهلها وأحبتها في شوال على أزواجهن ،
روى عن أبو معاوية ، عن الأعمش ، إبراهيم ، عن الأسود ، قالت : عائشة ، تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت سبع سنين ، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين ، وقبض عني وأنا ابنة ثمان عشرة سنة . عن
حدثنا حدثنا عبد الرحمن بن يحيى ، أحمد بن سعيد ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن علي ، حدثنا يحيى بن سفيان ، حدثنا . . . أبو معاوية
فذكره .
قال لم ينكح صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها ، أبو عمر : عبد الله بن الزبير - [ ص: 1883 ] يعني ابن أختها . واستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكنية فقال لها : اكتني بابنك وكان مسروق إذا حدث عن يقول : حدثتني الصادقة ابنة الصديق البريئة المبرأة بكذا وكذا ، ذكره عائشة عن الشعبي ، مسروق . وقال عن أبو الضحى ، مسروق : رأيت مشيخة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض . وقال كانت عطاء بن أبي رباح : أفقه الناس ، وأعلم الناس ، وأحسن الناس رأيا في العامة وقال عائشة عن أبيه : ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من هشام بن عروة ، عائشة .
وذكر قال : حدثني الزبير ، عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي ، عن عبد الرحمن ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، قال : عروة .
فقيل له : ما أرواك يا أبا عبد الله؟ قال : وما روايتي من رواية ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرا . عائشة! قال ما رأيت أحدا أروى لشعر من الزهري : إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل . عائشة لو جمع علم
وروى أهل البصرة ، عن عن أبي عثمان النهدي ، سمعه يقول : عمرو بن العاص عائشة .
قلت : فمن الرجال؟ قال : أبوها . قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك؟ قال : ومن حديث وحديث أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : أنس على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . عائشة فضل وفيها يقول : حسان بن ثابت
حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
[ ص: 1884 ]عقيلة أصل من لؤي بن غالب كرام المساعي مجدهم غير زائل
مهذنة؟ قد طهر الله خيمها وطهرها من كل بغي وباطل
فإن كان ما قد قيل عني قلته فلا رفعت صوتي إلي أناملي
وإن الذي قد قيل ليس بلائط بها الدهر بل قول امرئ متماحل
فكيف وودي ما حييت ونصرتي لآل رسول الله زين المحافل
رأيتك وليغفر لك الله حرة من المحصنات غير ذات الغوائل
لقد ذاق عبد الله ما كان أهله وحمنة إذ قالوا هجيرا ومسطح
وآخرون يصححون جلد ويجعلونه من جملة أهل الإفك في حسان بن ثابت ، وأنشد عائشة . هذا البيت على خلاف ما مضى في أبيات ذكرها فقال قائل من المسلمين : ابن إسحاق
لقد ذاق حسان الذي كان أهله وحمنة إذ قالوا هجيرا ومسطح
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
وتوفيت سنة سبع وخمسين ، ذكره عائشة ، عن المدائني عن سفيان بن عيينة ، [عن أبيه ] . وقال هشام بن عروة : وقد قيل : إنها توفيت سنة ثمان وخمسين ، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان ، أمرت أن تدفن ليلا ، فدفنت بعد الوتر خليفة [بن خياط ] بالبقيع ، وصلى عليها ونزل في قبرها خمسة : أبو هريرة ، عبد الله وعروة ابنا الزبير ، والقاسم بن محمد ، وعبد الله ابن محمد بن أبي بكر ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر . فالله أعلم . ذكر ذلك صالح بن الوجيه ، وجماعة من أهل السير والخبر . والزبير ،
حدثنا قال : حدثنا سعيد بن نصر ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا محمد بن وضاح ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع عن عصام بن قدامة ، عن عكرمة ، قال : ابن عباس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيتكن صاحبة الجمل الأديب ، يقتل حولها قتلى كثير ، وتنجو بعد ما كادت . وهذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ، وعصام بن قدامة ثقة وسائر الإسناد أشهر من أن يحتاج لذكره .