الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              باب حارثة

                                                              443 - حارثة بن النعمان بن نفع ، بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري، يكنى أبا عبد الله، شهد بدرا وأحدا والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من فضلاء الصحابة.

                                                              ذكر عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن حارثة بن النعمان قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبرئيل عليه السلام جالس بالمقاعد، فسلمت عليه وجزت، فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال لي: هل رأيت الذي كان معى؟ قلت: نعم. قال: فإنه جبرئيل، وقد رد عليك السلام. وفي حديث ابن عباس قال: مر حارثة بن النعمان على النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه جبرئيل يناجيه فلم يسلم، فقال له جبرئيل: ما منعه أن يسلم؟ أما إنه لو سلم لرددت عليه. فلما رجع حارثة سلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منعك أن تسلم حين مررت؟ قال: رأيت معك إنسانا تناجيه، فكرهت أن أقطع حديثك. فقال: أوقد رأيته؟ قال: نعم.

                                                              قال: أما إن ذلك جبرئيل، وقال: أما إنه لو سلم لرددت عليه
                                                              ... وذكر تمام الخبر.

                                                              [ ص: 307 ]

                                                              وذكر عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ، فقلت: من هذا؟ قالوا: صوت حارثة بن النعمان.  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك البر [، كذلك البر ] . وكان أبر الناس بأمه. وأمه فيما يقولون: جعدة بنت عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.

                                                              قيل: إنه توفي في خلافة معاوية، قاله خليفة وغيره، وهو جد أبي الرجال فيما يقول بعضهم.

                                                              وقال عطاء الخراساني، عن عكرمة: فيمن شهد بدرا حارثة بن النعمان من بني مالك بن النجار، يزعمون أنه رأى جبرئيل عليه السلام.

                                                              قال أبو عمر: كان حارثة بن النعمان قد ذهب بصره فاتخذ خيطا من مصلاه إلى باب حجرته، ووضع عنده مكتلا فيه تمر، فكان إذا جاءه المسكين يسأل أخذ من ذلك المكتل، ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله، وكان أهله يقولون له: نحن نكفيك. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مناولة المسكين تقي ميتة السوء.  

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية