الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              470 - حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك القرشي الفهري، يكنى أبا عبد الرحمن، يقال له حبيب الروم؛ لكثرة دخوله إليهم ونيله منهم، وولاه عمر بن الخطاب أعمال الجزيرة إذ عزل عنها عياض بن غنم، وضم إلى حبيب بن مسلمة أرمينية وأذربيجان، ثم عزله وولى عمير بن سعد . وقيل : بل عثمان بعثه إلى أذربيجان، وسلمان بن ربيعة، أحدهما مدد لصاحبه، فاختلفا في الفيء فتواعد بعضهم بعضا، فقال رجل من أصحاب سلمان:


                                                              فإن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم وإن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل

                                                              وفي حبيب بن مسلمة، يقول شريح بن الحارث:


                                                              ألا كل من يدعى حبيبا وإن بدت     مروءته يفدي حبيب بني فهر



                                                              قال أبو عمر رضي الله عنه: كان أهل الشام يثنون على حبيب بن مسلمة، [يقول شريح بن الحارث] . قال سعيد بن عبد العزيز: كان حبيب [ ص: 321 ] ابن مسلمة فاضلا مجاب الدعوة، ويقال: إن معاوية قد وجه حبيب بن مسلمة بجيش إلى نصر عثمان بن عفان، فلما بلغ وادي القرى بلغه مقتل عثمان، فرجع ولم يزل مع معاوية في حروبه بصفين وغيرها، ووجهه معاوية إلى أرمينية واليا عليها، فمات بها سنة اثنتين وأربعين.

                                                              من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نفل الثلث مرة بعد الخمس، والربع مرة بعد الخمس.

                                                              وروينا أن الحسن بن علي قال لحبيب بن مسلمة في بعض خرجاته بعد صفين : يا حبيب، رب مسير لك في غير طاعة الله! فقال له حبيب: أما إلى أبيك فلا. فقال له الحسن: بلى والله، ولقد طاوعت معاوية على دنياه، وسارعت في هواه، فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك، فليتك إذ أسأت الفعل أحسنت القول، فتكون كما قال الله تعالى: وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ولكنك كما قال الله تعالى : كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية