وأمه أم مالك بنت أبى بن سلول، يكنى أبا معاذ، شهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد معه بدرا أخواه خلاد ومالك ابنا رافع، شهدوا ثلاثتهم بدرا. واختلف في شهود أبيهم رافع بن مالك بدرا. وشهد مع رفاعة بن رافع الجمل علي وصفين.
وتوفي في أول إمارة معاوية.
وذكر عن عمر بن شبة عن المدائني، أبي مخنف، عن جابر، عن قال: الشعبي
لما خرج طلحة كتبت والزبير إلى أم الفضل بنت الحارث بخروجهم، فقال علي العجب علي: لطلحة إن الله عز وجل لما قبض رسوله صلى الله عليه وسلم قلنا: نحن أهله وأولياؤه لا ينازعنا سلطانه أحد، فأبى علينا قومنا فولوا غيرنا. وايم الله لولا مخافة الفرقة وأن يعود الكفر ويبوء الدين لغيرنا، فصبرنا على [بعض الألم، ثم لم نر بحمد الله إلا خيرا ] ، ثم وثب الناس [ ص: 498 ] على والزبير، فقتلوه، ثم بايعوني ولم أستكره أحدا، وبايعني عثمان طلحة ولم يصبرا شهرا كاملا حتى خرجا إلى والزبير، العراق ناكثين. اللهم فخذهما بفتنتهما للمسلمين. فقال رفاعة بن رافع الزرقي: إن الله لما قبض رسوله صلى الله عليه وسلم ظننا أنا أحق الناس بهذا الأمر لنصرتنا الرسول ومكاننا من الدين، فقلتم:
نحن المهاجرون الأولون وأولياء رسول الله الأقربون، وإنا نذكركم الله أن تنازعونا مقامه في الناس، فخليناكم والأمر ، فأنتم أعلم، وما كان بينكم، غير أنا لما رأينا الحق معمولا به، والكتاب متبعا، والسنة قائمة رضينا. ولم يكن لنا إلا ذلك. فلما رأينا الأثرة أنكرنا لرضا الله عز وجل، ثم بايعناك ولم نأل. وقد خالفك من أنت في أنفسنا خير منه وأرضى، فمرنا بأمرك.
وقدم الحجاج بن غزية الأنصاري فقال: يا أمير المؤمنين:
دراكها دراكها قبل الفوت لا وألت نفسي إن خفت الموت
يا معشر الأنصار، انصروا أمير المؤمنين آخرا كما نصرتم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا، إن الآخرة لشبيهة بالأولى ألا إن الأولى أفضلهما.ومن حديث عن صالح بن كيسان عبد الملك بن نوفل بن مساحق والشعبي وابن أبي ليلى وغيرهم رضي الله عنه قال في خطبته حين نهوضه إلى الجمل: إن الله عز وجل فرض الجهاد وجعله نصرته وناصره، وما صلحت [ ص: 499 ] دنيا ولا دين إلا به، وإني منيت بأربعة: أدهى الناس وأسخاهم عليا وأشجع الناس طلحة، وأطوع الناس في الناس الزبير، وأسرع الناس فتنة عائشة، يعلى ابن منبه، والله ما أنكروا علي منكرا ، ولا استأثرت بمال، ولا ملت بهوى، وإنهم ليطلبون حقا تركوه، ودما سفكوه. ولقد ولوه دوني، ولو أني كنت شريكهم فيما كان لما أنكروه، وما تبعة دم إلا عليهم ، وإنهم لهم الفئة الباغية، بايعوني ونكثوا بيعتي، وما استأنوا بي حتى يعرفوا جوري من عدلي، وإني لراض بحجة الله عليهم وعلمه فيهم، وإني مع هذا لداعيهم ومعذر إليهم، فإن قبلوا فالتوبة مقبولة، والحق أولى مما أفضوا إليه . وإن أبوا أعطيتهم حد السيف، وكفى به شافيا من باطل، وناصرا، والله إن عثمان طلحة والزبير ليعلمون أني على الحق وأنهم مبطلون. وعائشة أن