840 - زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف ابن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري، وأمه النوار بنت مالك ابن معاوية بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، يكنى أبا سعيد.
وقيل: يكنى أبا عبد الرحمن، قاله وقيل: يكنى الهيثم بن عدي. أبا خارجة بابنه خارجة، يقال: إنه كان في حين قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ابن إحدى عشرة سنة، وكان يوم بعاث ابن ست سنين، وفيها قتل أبوه. وقال استصغر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الواقدي: بدر جماعة فردهم، منهم فلم يشهد زيد بن ثابت، بدرا.
قال [ثم ] شهد أبو عمر: أحدا وما بعدها من المشاهد. وقيل:
إن أول مشاهده الخندق. قبل: وكان ينقل التراب يومئذ مع المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه نعم الغلام! بني مالك ابن النجار في تبوك مع عمارة ابن حزم ، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفعها إلى فقال زيد بن ثابت، عمارة: يا رسول الله، أبلغك عني شيء؟ قال: لا، ولكن القرآن مقدم، وزيد أكثر أخذا منك للقرآن. وهذا عندي خبر لا يصح، والله أعلم [ ص: 538 ] . وكانت راية
وأما حديث ] أنس [بن مالك أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني من الأنصار - زيد بن ثابت إن فصحيح، وقد عارضه قوم بحديث عن ابن شهاب عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت، أمره في حين مقتل القراء باليمامة بجمع القرآن من الرقاع والعسب وصدور الرجال، حتى وجدت آخر آية من التوبة مع رجل يقال له: أبا بكر خزيمة أو أبو خزيمة.
قالوا: فلو كان زيد قد جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأملاه من صدره، وما احتاج إلى ما ذكره . قالوا: وأما خبر جمع للمصحف فإنما جمعه من الصحف التي كانت عند عثمان من جمع حفصة أبي بكر.
وكان زيد يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي وغيره، وكانت ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب بالسريانية، فأمر زيدا فتعلمها في بضعة عشر يوما، وكتب بعده لأبي بكر، وكتب لهما معيقيب الدوسي معه أيضا. وعمر،
واستخلف عمر بن الخطاب على زيد بن ثابت المدينة ثلاث مرات في الحجتين وفي خروجه إلى الشام، وكتب إليه من الشام إلى من زيد بن ثابت . عمر بن الخطاب
وقال عن نافع، قال: كان ابن عمر، يستخلف عمر زيدا إذا حج، وكان يستخلفه أيضا على عثمان المدينة إذا حج. ورمي يوم اليمامة بسهم فلم [ ص: 539 ] يضره، وكان أحد فقهاء الصحابة الجلة الفراض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكان أفرض أمتي زيد بن ثابت. قد أمره بجمع القرآن في الصحف ، فكتبه فيها، فلما اختلف الناس في القراءة زمن أبو بكر الصديق واتفق رأيه ورأي الصحابة على أن يرد القرآن إلى حرف واحد، وقع اختياره على حرف عثمان، زيد، فأمره أن يملي المصحف على قوم من قريش جمعهم إليه، فكتبوه على ما هو عليه اليوم بأيدي الناس، والأخبار بذلك متواترة المعنى، وإن اختلفت ألفاظها، وكانوا يقولون: غلب الناس على اثنين : القرآن والفرائض. زيد بن ثابت
وقال مسروق: قدمت المدينة فوجدت من الراسخين في العلم. زيد بن ثابت
وروى عن حميد بن الأسود، قال: كان إمام الناس عندنا بعد مالك بن أنس، عمر بن الخطاب - يعني زيد بن ثابت بالمدينة. قال: وكان إمام الناس بعده عندنا عبد الله بن عمر.
وروى عن أبو معاوية، عن الأعمش، قال: كان ثابت بن عبيد، من أفكه الناس إذا خلا مع أهله، وأصمتهم إذا جلس مع القوم. زيد بن ثابت
وروى عن المعتمر بن سليمان، عن داود بن أبي هند، يوسف بن سعد، عن وهيب عبد كان لزيد بن ثابت، وكان زيد على بيت المال في خلافة فدخل عثمان، فأبصر عثمان وهيبا يعينهم في بيت المال، فقال: من هذا؟ فقال زيد: مملوك لي [ ص: 540 ] فقال أراه يعين المسلمين وله حق. وإنا نفرض له، ففرض له ألفين فقال عثمان: زيد: والله لا نفرض لعبد ألفين، ففرض له ألفا.
قال كان أبو عمر: يحب عثمان وكان زيد بن ثابت، زيد عثمانيا، ولم يكن فيمن شهد شيئا من مشاهد مع الأنصار، وكان مع ذلك يفضل علي ويظهر حبه. وكان فقيها رحمه الله. عليا
اختلف في زيد بن ثابت. فقيل: مات سنة خمس وأربعين. وقت وفاة
وقيل: سنة اثنتين وقيل: سنة ثلاث وأربعين، وهو ابن ست وخمسين. وقيل: ابن أربع وخمسين. وقيل: بل توفي سنة إحدى أو اثنتين وخمسين. [وقيل سنة خمسين ] . وقيل سنة خمس وخمسين، وصلى عليه مروان. وقال توفي زيد بن ثابت سنة ست وخمسين. المدائني: