846 - زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح [بن عدي] بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي العدوي.
أخو لأبيه، يكنى عمر بن الخطاب أبا عبد الرحمن. أمه أسماء بنت وهب بن حبيب من بني أسد بن خزيمة. وأم عمر حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومي، كان زيد أسن من وكان من المهاجرين الأولين، أسلم قبل عمر، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمر، معن بن عدي العجلاني، حين آخى بين المهاجرين والأنصار بعد قدومه المدينة، فقتلا باليمامة شهيدين. وكان طويلا بائن الطول أسمر، شهد زيد بن الخطاب بدرا وأحدا والخندق وما بعدها من المشاهد، وشهد بيعة الرضوان بالحديبية، ثم قتل باليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة، وحزن عليه حزنا شديدا. عمر
ذكر في باب الإخوة من تاريخه قال: أخبرني أبو زرعة الدمشقي قال: سمعت محمد بن أبي عمر، يقول: قتل زيد بن الخطاب سفيان بن عيينة باليمامة، فوجد عليه وجدا شديدا. قال عمر أبو زرعة: وشهدت يملي على أبا مسهر قال: حدثنا يحيى بن معين عن صدقة بن خالد، قال: قال ابن جابر، ما هبت الصبا إلا وأنا أجد منها ريح عمر ابن الخطاب: زيد. وروى عن نافع قال: قال ابن عمر لأخيه عمر زيد يوم أحد: خذ درعي. قال: إني أريد من الشهادة ما تريد، فتركاها جميعا. [ ص: 551 ]
وكانت مع زيد راية المسلمين يوم اليمامة، فلم يزل يتقدم بها في نحر العدو، ويضارب بسيفه حتى قتل رحمه الله، ووقعت الراية فأخذها سالم بن معقل مولى أبي حذيفة.
وذكر قال: حدثني محمد بن عمر الواقدي الحجاف بن عبد الرحمن من ولد زيد بن الخطاب عن أبيه قال: يحمل راية المسلمين يوم زيد بن الخطاب اليمامة، وقد انكشف المسلمون حتى غلبت حنيفة على الرجال، فجعل زيد يقول: أما الرجال فلا رجال [وأما الرجال فلا رجال] ثم جعل يصيح بأعلى صوته: اللهم إني أعتذر إليك من فرار أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة ومحكم بن الطفيل، وجعل يشير بالراية يتقدم بها في نحر العدو، ثم ضارب بسيفه حتى قتل، ووقعت الراية، فأخذها فقال المسلمون: سالم مولى أبي حذيفة،
يا سالم، إنا نخاف أن نؤتى من قبلك! فقال: بئس حامل القرآن أنا إن أتيتم من قبلي. كان
وزيد بن الخطاب هو الذي قتل الرجال بن عنفوة. وقيل عفوة، واسمه نهار بن عنفوة، وكان قد هاجر، وقرأ القرآن ثم سار إلى مسيلمة مرتدا، وأخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يشركه في الرسالة، فكان أعظم فتنة على بني حنيفة.
وروي عن قال: جلست مع رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 552 ] في رهط، ومعنا أبي هريرة، الرجال بن عنفوة، فقال: إن فيكم لرجلا ضرسه في النار مثل أحد. فهلك القوم، وبقيت أنا والرجال بن عنفوة، فكنت متخوفا لها حتى خرج الرجال مع مسيلمة، وشهد له بالنبوة. وقتل يوم اليمامة، قتله زيد ابن الخطاب.
وذكر قال: حدثنا خليفة بن خياط، عن معاذ بن معاذ، عن ابن عوف، قال: كانوا يرون أن محمد بن سيرين، أبا مريم الحنفي قتل يوم زيد بن الخطاب اليمامة، قال: وقال أبو مريم لعمر: يا أمير المؤمنين، إن الله أكرم زيدا بيدي ولم يهني بيده.
قال: وأخبرنا علي بن محمد قال: حدثنا عن مبارك بن فضالة، الحسن، قال:
كانوا يرون أن أبا مريم الحنفي قتل زيد بن الخطاب.
قال: وأنبأنا علي بن محمد أبو الحسن، عن أبي خزيمة الحنفي، عن قال: قتله قيس بن طلق، سلمة بن صبيح ابن عم أبي مريم.
قال رحمه الله: النفس أميل إلى هذا، لأن أبو عمر لو كان قاتل أبا مريم زيد ما استقضاه والله أعلم. عمر،
وقد كان يقول: أول من استقضى مالك وينكر أن يكون استقضى أحد من الخلفاء الأربعة. وهذا عندنا محمول على حضرتهم، لا على ما نأى عنهم، وأمروا عليه من أعمالهم غيرهم، لأن استقضاء معاوية، عمر لشريح على الكوفة أشهر عند علمائها من كل شهرة وصحة [ ص: 553 ] .
ولما قتل ونعي إلى أخيه زيد بن الخطاب، قال: رحم الله أخي، سبقني إلى الحسنيين، أسلم قبلي، واستشهد قبلي. عمر
وقال عمر لمتمم بن نويرة حين أنشده مراثيه في أخيه: لو كنت أحسن الشعر لقلت في أخي زيد مثل ما قلت في أخيك. فقال متمم: لو أن أخي ذهب على ما ذهب عليه أخوك ما حزنت عليه. فقال ما عزاني أحد بأحسن مما عزيتني به. عمر: