852 - زيد بن صوحان بن حجر [بن الحارث ] بن الهجرس، العبدي، أخو صعصعة وسيحان، كان مسلما على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، يكنى أبا سليمان. ويقال: أبا سلمان. ويقال: أبا عائشة، لا أعلم له عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية، وإنما يروي عن عمر، وعلي، روى عنه قتل يوم الجمل. ذكره أبو وائل. عن أشياخه في تسمية من شهد الجمل، [ ص: 556 ] فقال: محمد بن السائب الكلبي وزيد بن صوحان العبدي، وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه، هكذا قال. ولا أعلم له صحبة، ولكنه ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، بسنه مسلما، وكان فاضلا دينا، سيدا في قومه هو وإخوته.
روى عن حماد بن زيد، أيوب، عن قال: ارتث حميد بن هلال. زيد بن صوحان يوم الجمل، فقال له أصحابه: هنيئا لك يا أبا سليمان الجنة. فقال. وما يدريكم؟ غزونا القوم في ديارهم وقتلنا إمامهم، فيا ليتنا إذ ظلمنا صبرنا، ولقد مضى على الطريق. عثمان
وروى عن العوام بن حوشب، أبي معشر، عن الحي الذي كان فيهم زيد ابن صوحان قال: لما أوصى قالوا له: أبشر يا أبا عائشة. روي عنه من وجوه أنه قال: شدوا علي ثيابي، ولا تنزعوا عني ثوبا، ولا تغسلوا دما، فإني رجل مخاصم. أو قال: فإنا قوم مخاصمون.
وكانت بيده راية عبد القيس يوم الجمل. وروى عن قتيبة بن سعيد، عن أبي عوانة، سماك، عن قال: كنت في جيش عليهم أبي قدامة، فكان سلمان، زيد بن صوحان يؤمهم بأمره بدون سلمان.
وروي من وجوه زيد وما زيد! جندب وما جندب! فسئل عن ذلك فقال: رجلان من أمتي، أما أحدهما فتسبقه يده، أو قال: بعض جسده إلى الجنة، ثم يتبعه سائر جسده. وأما الآخر فيضرب ضربة يفرق بها بين الحق والباطل. قال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مسيرة له، فبينما هو يسير إذ هوم فجعل يقول: أصيبت يد أبو عمر: زيد يوم جلولاء، ثم قتل يوم الجمل مع [ ص: 557 ] . علي ابن أبي طالب
وجندب قاتل الساحر قد ذكرناه في بابه من هذا الكتاب.
وروى عن إسماعيل بن علية، أيوب، عن قال: محمد بن سيرين، سمعت كلام عائشة أم المؤمنين خالد يوم الجمل، فقالت: خالد بن الواشمة؟ قال: نعم. قالت: أنشدك الله أصادقي أنت إن سألتك؟ قلت: نعم، وما يمنعني أن أفعل؟ قالت: ما فعل قلت: قتل، قالت: طلحة؟ إنا لله وإنا إليه راجعون . ثم قالت: ما فعل قلت: قتل. قالت: الزبير؟ إنا لله وإنا إليه راجعون . قلت: بل نحن لله ونحن إليه راجعون ، على زيد وأصحاب زيد. قالت: زيد ابن صوحان؟ قلت: نعم. فقالت: له خيرا. فقلت: والله لا يجمع الله بينهما في الجنة أبدا. قالت: لا تقل، فإن رحمة الله واسعة، وهو على كل شيء قدير. أنبئت أن