928 - سعد بن خولة، من بني عامر بن لؤي من أنفسهم عند بعضهم، وعند بعضهم هو حليف لهم. وقال بعضهم: إنه مولى أبي رهم بن عبد العزى العامري، قال ابن هشام: هو من اليمن حليف لبني عامر بن لؤي. وقاله أبو معشر.
وقال غيره: كان من عجم الفرس، وكان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية في قول الواقدي. وفي قول ابن إسحاق أيضا فيما ذكره ابن هشام عن زياد عن ابن إسحاق. وذكره ابن هشام أيضا عن زياد عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وتابع ابن هشام على ذلك معتمر بن سليمان عن أبيه في البدريين.
[وذكره موسى بن عقبة في البدريين ] في بني عامر بن لؤي، وكان زوج سبيعة الأسلمية [ولدت بعد وفاته بليال، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد حللت فانكحي من شئت. وقد ذكرنا خبر سبيعة في بابها من هذا الكتاب ] .
ذكر عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، قال: أرسل مروان عبد الله بن عتبة إلى سبيعة بنت الحارث يسألها عما أفتاها به [ ص: 587 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته أنها كانت عند سعد بن خولة فتوفي عنها في حجة الوداع، وكان بدريا، [وولدت بعد وفاته بليال فقال لها رسول الله صلى الله عليه: قد حللت فانكحي من شئت ]. ولم يختلفوا في أن سعد بن خولة مات بمكة في حجة الوداع إلا ما ذكره الطبري محمد بن جرير فإنه قال: توفي سعد بن خولة سنة سبع. والصحيح ما ذكره معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه أنه قال: توفي في حجة الوداع.
وأخبرنا خلف بن قاسم، حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد، حدثنا الحسن ابن عليب، وإسحاق بن إبراهيم بن جابر، قالا: حدثنا يحيى بن بكير، قال حدثني الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: توفي سعد بن خولة في حجة الوداع قال أبو عمر: رثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة، يعني في الأرض التي هاجر منها، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم. وذلك محفوظ في حديث ابن شهاب، عن عامر بن سعد، عن أبيه.
وروى جرير بن حازم، عن عمه جرير بن يزيد، عن عامر بن سعد، عن أبيه، أنه قال: مرضت بمكة، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني، فقلت: يا رسول الله، أموت بأرضي التي هاجرت منها؟ ثم ذكر معنى حديث ابن شهاب، وفي آخره لكن سعد بن خولة البائس قد مات في الأرض التي هاجر منها. وهذا يرد قول من قال إنه إنما رثى له لأنه مات قبل أن يهاجر، [ ص: 588 ] وذلك غلط واضح، لأنه لم يشهد بدرا إلا بعد هجرته، وهذا ما لا يشك فيه ذو لب. وقد أوضحنا هذا المعنى في كتاب التمهيد.
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أحمد بن سليمان بن الحسن، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا رياح عن معتمر، قال: وممن شهد بدرا من بني عامر بن لؤي حاطب ابن عبد العزى وسعد بن خولة.


