الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              943 - سعد بن عائذ المؤذن، مولى عمار بن ياسر المعروف بسعد القرظ، له صحبة، وإنما قيل له سعد القرظ، لأنه كان كلما اتجر في شيء وضع فيه فاتجر في القرظ، فربح، فلزم التجارة فيه.

                                                              روى عنه ابنه عمار بن سعد وابن ابنه حفص بن عمر بن سعد، جعله [ ص: 594 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا بقباء، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك بلال الأذان نقل أبو بكر رضي الله عنه سعد القرظ هذا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يؤذن فيه إلى أن مات، وتوارث عنه بنوه الأذان فيه إلى زمن مالك وبعده أيضا.

                                                              وقد قيل: إن الذي نقله من قباء إلى المدينة للأذان عمر بن الخطاب.

                                                              وقيل: إنه كان يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم واستخلفه بلال على الأذان في خلافة عمر حين خرج بلال إلى الشام. وقيل: انتقله عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

                                                              وذكر ابن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهري قال: أخبرني حفص بن عمر بن سعد أن جده سعدا المؤذن كان يؤذن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل قباء حتى نقله عمر بن الخطاب في خلافته، فأذن له في المدينة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر تمام الخبر.

                                                              وقال خليفة بن خياط: أذن لأبي بكر سعد القرظ مولى عمار بن ياسر، هو كان مؤذنه إلى أن مات أبو بكر، وأذن بعده لعمر بن الخطاب رضي الله عنهم.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية