الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسألة: الطمأنينة في الركوع والسجود  فرض ، وقال أبو حنيفة ، ومالك: لا تجب وكذا الخلاف مع أبي حنيفة في الاعتدال من الركوع والسجود   .

                                                              لنا سبعة أحاديث:

                                                              الحديث الأول:

                                                              496 - أخبرنا ابن الحصين ، قال: أنبأنا ابن المذهب ، قال: أنبأنا أحمد بن جعفر ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال: حدثنا أبي ، حدثنا يحيى بن عبيد الله ، قال: حدثنا سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة ، قال "دخل رجل المسجد فصلى والنبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام فقال: ارجع فصل [ ص: 376 ] فإنك لم تصل يفعل ذلك ثلاث مرات فقال: والذي بعثك بالحق نبيا ما أحسن غير هذا فعلمني قال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها" أخرجاه في [ ص: 377 ] [ ص: 378 ] [ ص: 379 ] الصحيحين.

                                                              الحديث الثاني:

                                                              497 - وبالإسناد قال أحمد: ، حدثنا يزيد بن هارون ، قال: أنبأنا محمد بن عمرو ، عن يحيى بن خلاد الزرقي عن أبيه عن رفاعة بن رافع ، قال "جاء رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد فصلى قريبا منه ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعد صلاتك فإنك لم تصل فرجع فصلى كنحو ما صلى ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: أعد صلاتك فإنك لم تصل فرجع فصلى كنحو ما صلى ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: أعد صلاتك فإنك لم تصل فقال: يا رسول الله علمني قال: إذا استقبلت القبلة فكبر ثم اقرأ بأم القرآن ثم اقرأ بما شئت فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك ومكن لركوعك فإذا رفعت رأسك فأقم صلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها فإذا سجدت فمكن لسجودك فإذا رفعت رأسك فاجلس على فخذك اليسرى ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة" [ ص: 380 ] .

                                                              طريق آخر:

                                                              498 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، قال: أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، حدثنا محمد بن عبد الملك ، قال: حدثنا علي بن عمر ، حدثنا الحسين بن إسماعيل ، قال: حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا هشام بن عبد الملك ، قال: حدثنا همام بن يحيى ، قال: حدثنا إسحاق بن عبد الملك بن أبي طلحة ، عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع ، قال "كان رفاعة ، ومالك بن رافع أخوين من أهل بدر قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أو رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ونحن حوله إذ دخل رجل فاستقبل القبلة وصلى فلما قضى الصلاة جاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك ارجع فصل فإنك لم تصل فجعل الرجل يصلي وجعلنا نرمق صلاته لا ندري ما يعيب منها فلما صلى جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى القوم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وعليك ارجع فصل فإنك لم تصل قال همام: لا أدري أمره بذلك مرتين أو ثلاثا فقال الرجل ما ألوت وما أدري ما عبت علي من صلاتي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين ثم يكبر الله ويثني عليه ثم يقرأ أم القرآن وما أذن له فيه وتيسر ثم يكبر فيركع فيضع كفيه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ويقول: سمع الله لمن حمده ويستوي قائما حتى يقيم صلبه ويأخذ كل عظم مأخذه ثم يكبر ويسجد فيمكن وجهه قال همام: وربما قال: جبهته من الأرض حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ثم يكبر ويستوي قاعدا على مقعدته ويقيم صلبه ووصف الصلاة هكذا أربع ركعات حتى فرغ ثم قال: لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك" .

                                                              الحديث الثالث:

                                                              499 - أخبرنا هبة الله بن محمد ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا أبي ، حدثنا وكيع ، حدثنا الأعمش ، عن عمارة بن عمير الليثي ، عن أبي معمر الأزدي ، عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها ظهره في الركوع والسجود قال الترمذي : هذا حديث صحيح.

                                                              الحديث الرابع:

                                                              500 - وبالإسناد قال أحمد: ، حدثنا عبد الصمد وسريج ، قالا: حدثنا ملازم بن عمرو [ ص: 381 ] قال: أنبأنا عبد الله بن بدر أن عبد الرحمن بن علي حدثه أن أباه علي بن شيبان حدثه أنه خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فصلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلمح بمؤخر عينيه إلى رجل لا يقيم صلبه من الركوع والسجود فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر المسلمين إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود" .

                                                              طريق آخر:

                                                              501 - وبه قال أحمد: وحدثنا أبو النضر ، قال: حدثنا أيوب بن عتبة ، قال: حدثنا عبد الله بن بدر ، عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا ينظر الله -عز وجل- إلى رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده" .

                                                              الحديث الخامس:

                                                              502 - وبه قال أحمد: ، حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا عامر بن يساف ، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير ، عن عبد الله بن بدر الحنفي عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر الله إلى صلاة رجل لا يقيم صلبه من ركوعه وسجوده" .

                                                              الحديث السادس:

                                                              503 - وبه قال أحمد: ، حدثنا عفان ، حدثنا مهدي ، حدثنا واصل الأحدب ، عن أبي وائل عن حذيفة أنه رأى رجلا لا يتم ركوعا ولا سجودا فلما انصرف من صلاته دعاه حذيفة فقال: له منذ كم صليت هذه الصلاة؟ فقال: قد صليتها منذ كذا وكذا فقال [ ص: 382 ] حذيفة: ما صليت أو ما صليت لله صلاة شك مهدي أحسبه قال: ولو مت مت على غير سنة محمد صلى الله عليه وسلم" انفرد بإخراجه البخاري .

                                                              الحديث السابع:

                                                              504 - أخبرنا عبد الملك ، قال: أنبأنا الأزدي ، والغورجي ، قالا: أنبأنا ابن الجراح قال حدثنا المحبوبي ، حدثنا الترمذي ، حدثنا محمد بن بشار ، ومحمد بن المثنى قالا حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد الساعدي ، قال: سمعته وهو في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة ابن ربعي يقول: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: ما كنت أقدمنا له صحبة ولا أكثرنا إثباتا له قال: بلى قالوا: فاعرض فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم يكبر فإذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم قال: الله أكبر وركع ثم اعتدل فلم يصوب رأسه ولم يقنعه ووضع يديه على ركبتيه ثم قال: سمع الله لمن حمده ورفع يديه واعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه معتدلا ثم يهوي إلى الأرض ساجدا ثم قال: الله أكبر ثم جافى عضديه عن إبطيه وفتح أصابع رجليه ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها ثم اعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه معتدلا ثم هوى ساجدا ثم قال: الله أكبر ثم ثنى رجله وقعد فاعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه ثم نهض فصنع في الركعة الثانية مثل ذلك حتى إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع حين افتتح الصلاة ثم [ ص: 383 ] صنع كذلك حتى كانت الركعة التي تنقضي فيها صلاته أخر رجله اليسرى وقعد على شقه متوركا ثم سلم" انفرد بإخراجه البخاري.

                                                              505 - أخبرنا ابن عبد الواحد ، قال: أنبأنا أبو علي التميمي ، قال: أنبأنا أبو بكر بن حمدان ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن مالك بن الحويرث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "صلوا كما رأيتموني أصلي" .

                                                              احتجوا بحديث يروى عن ابن أبزى ، قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكبر بين السجدتين" قال أحمد: هو حديث منكر ما أراه محفوظا. قلت: والذي روينا عن ابن أبزى نحو حديث أبي حميد من الطمأنينة .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية