وقال في حديث أبو سليمان أبي الأسود: "أنه وضع النحو حين اضطرب كلام العرب فغلبت السليقية".
حدثت به عن عن أبي خليفة، محمد بن محمد بن سلام الجمحي قال: أول من أسس العربية، وفتح بابها، وأنهج سبلها، ووضع قياسها أبو الأسود، وكان رجل أهل البصرة، وإنما فعل ذلك حين اضطرب كلام العرب، فغلبت السليقية.
السليقية من الكلام: ما كان الغالب عليه السهولة، وهو مع ذلك فصيح اللفظ منسوب إلى السليقة، وهي الطبيعة، ومعناه ما سمح به الطبع، وسهل على اللسان، من غير أن يتعهد إعرابه.
يقال: فلان يقرأ بالسليقية: أي بطبعه - لم يقرأ على القراء، ولم يأخذه عن تعليم.
قال كان الشافعي: يقرأ بالسليقية يستقصره في ذلك، والسليقية تذم مرة وتمدح أخرى، إذا ذمت فلعدم الإعراب، وإذا مدحت فللذرابة والفصاحة، قال الشاعر: مالك بن أنس
[ ص: 60 ]
ولست بنحوي يلوك لسانه ولكن سليقي أقول فأعرب