وقال في حديث أبو سليمان زياد أنه بلغه قول "لحديث من عاقل أحب إلي من الشهد بماء رصفة، فقال المغيرة بن شعبة: زياد: أكذاك هو؟ فلهو أحب إلي من رثيئة فثئت بسلالة من ماء ثغب في يوم ذي وديقة ترمض فيه الآجال".
أخبرناه أخبرنا ابن الأعرابي، أخبرنا عباس الدوري، أخبرنا يحيى بن معين، أنا علي بن الحسن بن شقيق، عن ابن المبارك، عن سفيان، أبي حمزة الثمالي.
الرصفة: الحجارة التي قد رصف بعضها إلى بعض، وتجمع على الرصاف، قال بشر بن أبي خازم:
كأن مدامة من أذرعات كميتا لونها كدم الرعاف على أنيابها بغريض مزن
أحالته السحابة في الرصاف
والرثيئة: لبن حليب يصب على لبن حامض، ومثله المرضة، قال الشاعر:
[ ص: 64 ]
إذا شرب المرضة قال أوكي على ما في سقائك قد روينا
والفثء: كسرك الحار بالبارد. والثغب: مستنقع الماء في صخر، وسلالته: ماؤه، وكل ما سل من شيء واستخرج منه فهو سلالة، ولذلك سميت النطفة سلالة. قال الله تعالى: ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ، والوديقة: حر الظهائر، قال ذو الرمة:
إذا كافحتنا نفحة من وديقة ثنينا برود العصب فوق المراعف
والآجال: جمع إجل، وهو جماعة البقر الوحشية، ومثله الربرب، اسم جماعة لا واحد له من لفظه، وترمض: تحترق من شدة حر الرمضاء.