قال عبد الرحمن بن السائب: "فإني لمع نفر من الأنصار والناس في أمر عظيم؛ إذ هومت تهويمة فزنج شيء أقبل طويل العنق، أهدب أهدل، فقلت: ما أنت؟ فقال: النقاد ذو الرقبة، بعثت إلى صاحب القصر، فاستيقظت وإذا الفالج قد ضربه".
حدثنيه أحمد بن عبدوس، عن حدثني أبي، عن ابن أبي الدنيا، هشام بن محمد، حدثني أبو المقوم الأنصاري، عن عبد الرحمن بن السائب.
التهويم: أن يأخذ الرجل النعاس حتى يخفق برأسه، يقال: هوم الرجل وتهوم.
هكذا قال وقوله: زنج شيء، ابن عبدوس بالجيم، ولست أدري ما هو، وأحسبه غلطا، وهو بالحاء أشبه بالكلام، والزنج: الدفع، كأنه يريد هجوم هذا الشخص وإقباله، وقد يحتمل أن يكون ذلك سنح، أي: عرض من السنوح، فغلط به بعض الرواة، فقلب السين زايا، والأهدب: الطويل أشفار العينين.
[ ص: 66 ]
والأهدل: الساقط الشفة السفلى، وبعير هدل إذا كان طويل المشفر مسترخيه، فأما الأحدل: فالمائل العنق، قال الراجز:
حدلاء كالزق نحاه الماخض
[ ص: 67 ]