الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث مجاهد أنه قال: "ليلة القدر ليلة أربع وعشرين من شهر رمضان".

قال أبو سليمان: هذا القول يخالف ظاهره أقاويل أهل العلم في هذه الليلة، وقد تواترت الأخبار عن رسول الله أنها في ليالي الوتر من العشر الأواخر من الشهر، وأرى مجاهدا تأول في هذا قول الله: إنا أنزلناه في ليلة القدر . وبلغه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن القرآن نزل ليلة أربع وعشرين من رمضان".  

حدثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك، أخبرنا أبو مسلم الكشي، نا عبد الله بن رجاء، أخبرنا عمران، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من [ ص: 75 ] رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان".

قال أبو سليمان: وقد يتفق مع هذا أن يكون الباقي من الشهر بعد الأربع والعشرين وترا إذا كان الشهر تسعا وعشرين، فيخرج هذا على وفاق ما جاء في الحديث من قوله -صلى الله عليه وسلم-: "اطلبوها لتاسعة تبقى، أو لسابعة تبقى، أو لخامسة تبقى، أو لثالثة تبقى، أو لواحدة تبقى".

وقد روي عن ابن عباس نحو من هذا.

حدثناه جعفر بن نصير الخلدي، أخبرنا أبو مليل الكلابي، وكان من سراة الناس.

أخبرنا محمد بن العلاء، أخبرنا المحاربي، عن شريك، عن أبي بكير مرزوق التيمي، عن سعيد بن جبير، قال: قمنا مع ابن عباس ذات ليلة في المسجد الحرام، فخفق برأسه خفقة فقال: أي ليلة هذه؟ قلنا: ليلة أربع وعشرين، قال: الليلة ليلة القدر،  رأيت الملائكة نزلوا من السماء عليهم ثياب بياض.

[ ص: 76 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية