وقال في حديث أبو سليمان أنه قال: "ليلة القدر ليلة أربع وعشرين من شهر رمضان". مجاهد
قال هذا القول يخالف ظاهره أقاويل أهل العلم في هذه الليلة، وقد تواترت الأخبار عن رسول الله أنها في ليالي الوتر من العشر الأواخر من الشهر، وأرى أبو سليمان: مجاهدا تأول في هذا قول الله: إنا أنزلناه في ليلة القدر . وبلغه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن القرآن نزل ليلة أربع وعشرين من رمضان".
حدثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك، أخبرنا أبو مسلم الكشي، نا عبد الله بن رجاء، أخبرنا عمران، عن عن قتادة، أبي المليح، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "نزلت صحف واثلة بن الأسقع، إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من [ ص: 75 ] رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان". عن
قال وقد يتفق مع هذا أن يكون الباقي من الشهر بعد الأربع والعشرين وترا إذا كان الشهر تسعا وعشرين، فيخرج هذا على وفاق ما جاء في الحديث من قوله -صلى الله عليه وسلم-: أبو سليمان: "اطلبوها لتاسعة تبقى، أو لسابعة تبقى، أو لخامسة تبقى، أو لثالثة تبقى، أو لواحدة تبقى".
وقد روي عن نحو من هذا. ابن عباس
حدثناه جعفر بن نصير الخلدي، أخبرنا أبو مليل الكلابي، وكان من سراة الناس.
أخبرنا أخبرنا محمد بن العلاء، المحاربي، عن شريك، عن أبي بكير مرزوق التيمي، عن قال: قمنا مع سعيد بن جبير، ذات ليلة في ابن عباس المسجد الحرام، فخفق برأسه خفقة فقال: أي ليلة هذه؟ قلنا: ليلة أربع وعشرين، قال: الليلة رأيت الملائكة نزلوا من السماء عليهم ثياب بياض. ليلة القدر،
[ ص: 76 ]