الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عكرمة : "أن خالدا الحذاء كان يسأله، فسكت خالد، فقال له عكرمة: ما لك أجبلت؟".

يرويه أحمد بن حنبل، عن حجاج، عن شعبة، عن أيوب.

[ ص: 77 ]

قوله: أجبلت معناه:  انقطعت، وأصله أن يحفر الرجل في الأرض حتى إذا بلغ صخرة لا يحيك فيها المعول، قيل: قد أجبل أي: أفضى إلى جبل، كما يقال: أكدى، إذا كان يحفر فأفضى إلى كدية، وهي القطعة الصلبة من الأرض.

ويقال: أجبل القوم، إذا صاروا إلى الجبل، وأسهلوا، إذا صاروا إلى السهل، وأبر فلان إذا صار إلى البر، وأبحر إذا ركب البحر، وأفلى إذا صار إلى الفلاة، وألوى إذا صار إلى لوى الرمل، وأجد إذا صار إلى الجدد، وعلى هذا القياس.

وأخبرني أبو عمر، عن أبي العباس، عن ابن الأعرابي قال: والاعتقام أن يحفر الرجل البئر، فإذا بلغ موضعا لا يعمل فيه المعول عدل إلى جانب آخر، فيقال له: ما شأنك؟ فيقول: اعتقمت، قال: ومنه العقم، وهو امتناع الرحم من الولد، يقال: عقمت المرأة وعقمت وعقمت.

التالي السابق


الخدمات العلمية