ومهمة أعيا القضاة عياؤها تذر الفقيه يشك شك الجاهل عجلت قبل حنيذها بشوائها
وقطعت محردها بحكم فاصل
[ ص: 151 ] أخبرناه محمد بن الحسين بن سعيد الزعفراني، نا نا أبي، ابن أبي خيثمة، قالا: نا وإبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنيه ابن أخي معن بن عيسى القزاز، الزهري.
الحنيذ: ما يشوى من اللحم على الحجارة المحماة، ومنه قول الله: جاء بعجل حنيذ .
وقوله قطعت محردها: أي اقتطعت من سنامها، والحرد: القطعة من السنام.
يقال: حردت منه حردا: أي قطعت، وهذا مثل يريد أنه لم يعي بالجواب عن هذه المعضلة، ولم يستأن بالقول فيها، وشبهه برجل نزل به ضيف فنحر له جزورا، وعجل قراه بما افتلذ له من كبدها واقتطع من سنامها، ولم يحبسه على الحنيذ والقديد والشواء، وهذا هو المحمود عندهم في تعجيل القرى والمحمود عليه أهله، فإذا لم يفعل ذلك وأخر قراه قيل: فلان عاتم القرى، يذمونه عليه.