أخبرناه نا ابن الأعرابي، محمد بن عبيد بن وردان الدمشقي، نا نا هشام بن عمار، شعيب بن إسحاق القرشي، نا عن هشام الدستوائي، قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عياض بن حمار المجاشعي.
[ ص: 349 ]
يريد أن القرآن وإن محي رسمه بالماء وغسل لم يذهب عن الصدور، ولم ينسخ حفظه من القلوب، وكان أهل الكتب المتقدمة لا يكاد الواحد منهم يجمع كتابه حفظا بقلبه، ويقال: إن اليهود إنما قالت الفرية والقول المنكر في عزير؛ تعجبا منه حين استدرك التوراة حفظا، وأملاها على بني إسرائيل من ظهر قلبه بعد ما درست في عهد بخت نصر، فأما هذه الأمة فقد من الله عليهم بأن يسر لهم ذكر الكتاب، وتكفل بحفظه عليهم، فقال: قوله: "لا يغسله الماء" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون .
معناه -والله أعلم- تجمعه حفظا وأنت نائم، كما تجمعه وأنت يقظان، من قولهم: قرأت في الحوض أي: جمعته فيه، وما قرأت الناقة جنينا أي: لم يشتمل رحمها على ولد، قال الشاعر: وقوله: "تقرؤه نائما ويقظان"
ذراعي عيطل أدماء بكر هجان اللون لم تقرأ جنينا
وقال حميد بن ثور:
أراها غلاماها الخلا فتشذرت مراحا ولم تقرأ جنينا ولا دما