الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه دعا على عتيبة بن عبد العزى، فقال: "اللهم سلط عليه كلبا من كلابك"، فخرج عتيبة في تجر من قريش حتى نزلوا بمكان من الشأم يقال له: الزرقاء ليلا، فعدا عليه الأسد من بين القوم، فأخذ برأسه، فضغمه ضغمة فدغه.  

[ ص: 355 ]

يرويه أحمد بن المقدام العجلي، عن زهير بن العلاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة.

الضغم: شدة العض على الشيء، والتناول له بالأسنان، وبه سمي الأسد ضيغما، قال رؤبة يصف بعيرا:


أشدق يفتر افترار الأفوه عن عصلات الضيغمي الأجبه



العصلات: الأسنان العوج.

والضيغمي: الشديد العض، ويحكى أن كثيرا دخل على عبد الملك بن مروان وعنده الأخطل، فأنشده، فالتفت عبد الملك إلى الأخطل، فقال: كيف ترى؟ فقال: حجازي مجوع مقرور، دعني أضغمه يا أمير المؤمنين، فقال كثير: من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: هذا الأخطل، فقال له: فهلا ضغمت الذي يقول:


لا تطلبن خؤولة في تغلب     فالزنج أكرم منهم أخوالا



فسكت الأخطل وما أجابه بحرف.

وقوله: فدغه أي: شدخه. والفدغ: الشدخ.

التالي السابق


الخدمات العلمية