أخبرناه نا محمد بن هاشم، عن الدبري، عن عبد الرزاق، عن من سمع معمر، يذكره. عكرمة
المشاعل: الزقاق واحدها مشعل، وقال بعضهم: المشعل شيء من جلود، له أربع قوائم ينتبذ فيه، قال ذو الرمة:
أضعن مواقت الصلوات عمدا وحالفن المشاعل والجرارا
وأخبرني قال: قال بعض الأعراب: اللهم أمتني ميتة أبي [ ص: 360 ] خارجة فقيل: وكيف مات أبو خارجة، قال: أكل بذجا، وشرب مشعلا، ونام في الشمس، فلقي الله شبعان ريان دفآن. أبو عمر
والبذج: الحمل. قال الراجز:
قد هلكت جارتنا من الهمج وإن تجع تأكل عتودا أو بذج
ومن أوعية الخمر الذوارع، وهي زقاق صغار. قال ابن قتيبة: لا واحد لها من لفظها. وأخبرني الرهني قال: قال واحدها ذارع، وأنشد ثعلب: أبو العباس:
كأن الذارع المشكوك فيه سليب من رجال الديبلان
فأما الحميت فهو ما يجعل فيه السمن والزيت ونحوهما، ومثله النحي، وفي مثل: "أشغل من ذات النحيين" . ولها قصة.
وأنشدني عن أبو عمر، عن أبي العباس، لبعض الأعراب: ابن الأعرابي
تسلأ كل حرة نحيين ، وإنما تسلأ عكتين
ثم تقول اشتر لي قرطين قرطك الله على الأذنين
عقاربا صما وأرقمين
[ ص: 361 ] فأما نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الشرب في النقير، والمزفت، والحنتم، وإباحته أن يشرب في السقاء الموكأ، فقد فسرها أبو عبيد في كتابه إلا أنه لم يذكر المعنى فيها، ولا السبب الذي من أجله فرق بينها وبين الموكأ، والمعنى في ذلك -والله أعلم- أن النقير والمزفت والحنتم أوعية ضارية تسرع بالشدة إلى الشراب، وقد يحدث فيه التغير، ولا يشعر به صاحبه فهو على خطر من شرب المحرم فنهى عن استعمالها؛ استبراء للشك، وأخذا باليقين فيه. فأما الموكأ فإنما يراد به السقاء الرقيق الذي لم يربب، فإذا انتبذ فيه وأوكي رأسه لم يدرك الشراب، ولم يشتد حتى ينشق السقاء فلا يخفى حينئذ تغيره، وقد روينا هذا المعنى عن ابن سيرين.
أخبرني محمد بن المكي، نا نا الصائغ، نا سعيد بن منصور، إسماعيل بن إبراهيم، نا أيوب، قال: كان يقول: من أوكأ السقاء لم يبلغ السكر حتى ينشق السقاء. محمد بن سيرين