الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يرويه جابر في رجم ماعز: "أنه لما أذلقته الحجارة جمز"   . وفي رواية أخرى: "فرميناه بجلاميد الحرة حتى سكت".  

حدثنيه خلف بن محمد الخيام، نا إبراهيم بن معقل، نا محمد بن إسماعيل [ ص: 365 ] البخاري، حدثني أصبغ، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن جابر.

قوله: "أذلقته"  أي: عضته وأوجعته.

وقوله: "جمز"  أي: أسرع يهرول. وقال بعض السلف لرجل: اتق الله قبل أن يجمز بك، يريد المشي السريع في جنازته. قال الكسائي: الناقة تعدو الجمزى والولقى، وهو العدو الذي كأنه ينزو، قال غيره: ناقة جمزى، وبشكى، ووثبى أي: سريعة. قال الشاعر:


وخيل تلافيت ريعانها بعجلزة جمزى المدخر



وقال رؤبة:


فإن تريني اليوم أم حمز     قاربت بعد عنقي وجمزي



وقوله: "حتى سكت" يريد سكوت الموت. يقال: أسكت الله نأمته إذا دعا عليه بالموت.

قال المتلمس يذكر مقتل عدي بن زيد:


ولقد شفى نفسي وأبرأ داءها     أخذ الرجال بحلقه حتى سكت



وقال الأصمعي: سكت الرجل إذا لم يتكلم، وأسكت إذا أطرق، وأنشد:


أبوك الذي أجدى علي بنصره     فأسكت عني بعده كل قائل



[ ص: 366 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية