الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في فتنة القبر أنه قال: "أما فتنة القبر فبي تفتنون، وعني تسألون، فإذا كان الرجل صالحا أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف".  

أخبرناه ابن الأعرابي، نا سعدان، نا شبابة بن سوار، نا ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو، عن ذكوان، عن عائشة.

قوله: "بي تفتنون":  أي: تمتحنون يريد سؤال الملك إياه. وقوله: "من ربك؟ ومن نبيك؟".

وأخبرني أبو عمر، عن ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: يقال: فتنت الفضة إذا أدخلتها النار لتعرف بها جودتها، هذا أصل الفتنة.

وقوله: "غير مشعوف"  أي: غير فزع ولا مذعور. والشعف: الفزع، وقد يستعار فيوضع موضع الحب، يقال: شعف فلان بفلانة إذا أحبها [ ص: 368 ] فوجد بها كما يجد الفزع في قلبه. قال أبو زيد: الشعف: أن يذهب الحب بالقلب.

قال امرؤ القيس:


لتقتلني وقد شعفت فؤادها كما شعف المهنوءة الرجل الطالي



قال: فشعف المرأة من الحب، وشعف المهنوءة من الذعر، شبه لوعة الحب وجواه بذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية