حدثنيه نا محمد بن الحسين بن إبراهيم، نا أبو عروبة، نا المسيب بن واضح، عن أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عمرو بن شعيب.
أي: مالوا إليه، يقال: ضويت إلى فلان أضوي إليه ضويا إذا أويت إليه. قوله: "ضوى إليه المسلمون"
فإن المرش الخدش الخفيف، كالتناول بالأظافير ونحوها، ويقال: فلان يمترش الطعام إذا كان يتناوله من أطراف الصحفة، وكذلك يمترش المال إذا كان يكسبه ويجمعه من كل وجه، ومثله يقترش المال، ويقال: إنما سميت وقوله: "مرشن ظهره" قريش قريشا للتجارة وجمع المال، قال الشاعر:
إخوة قرشوا الذنوب علينا في حديث من عهدهم وقديم
والتقريش أيضا: التفتيش. وقال معروف بن خربوذ: إنما سميت قريشا؛ لأنهم كانوا يفتشون الحاج عن خلتهم فيسدونها، يطعمون جائعهم، ويكسون عاريهم، ويحملون المنقطع به. قال الحارث بن حلزة:
أيها الشامت المقرش عنا عند عمرو وهل لذاك بقاء
ويقال: بل سميت قريشا؛ لأنها تقرشت أي: اجتمعت بعد التفرق، وكانوا [ ص: 374 ] متبددين في الأرض حتى جمعهم قصي بن كلاب في الحرم؛ فسمي بذلك مجمعا، قال الشاعر:
أبوكم قصي كان يدعى مجمعا به جمع الله القبائل من فهر
وهذا راجع إلى المعنى الأول.
قال في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "تخرج الدابة ومعها عصا أبو سليمان موسى، وخاتم سليمان، فتجلي وجه المؤمن بالعصا، وتخطم أنف الكافر بالخاتم، حتى إن أهل الإخوان ليجتمعون فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر ".
حدثناه نا الأصم، نا الربيع بن سليمان، نا أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد، أبي هريرة.
قوله: "تخطم أنف الكافر": يريد أنها تسم أنفه بسمة يعرف بها. والخطام: سمة في عرض الوجه إلى الخد. قال يقال: جمل مخطوم خطام، ومخطوم خطامين على الإضافة. قال: وربما وسم بخطام، وربما وسم بخطامين. النضر بن شميل:
وقوله: "أهل الإخوان" يريد الخوان الذي ينصب للطعام ويؤكل عليه، قال الشاعر:
[ ص: 375 ]
ومنحر مئنات تجر حوارها وموضع إخوان إلى جنب إخوان
يريد جفنة إلى جنب جفنة.