[ ص: 377 ]
حدثناه إبراهيم بن فراس، نا أحمد بن يحيى الرقي، نا عمرو بن خالد، نا عن موسى بن أعين، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، الضحاك، عن أبي سعيد الخدري.
الدعجة: عند العامة سواد الحدقة فقط، وهي عند العرب: السواد العام يقال: رجل أدعج إذا كان أسود الجلد، وليل أدعج أي: أسود مظلم. قال الشاعر:
حتى ترى أعناق صبح أبلجا تسور في أعجاز ليل أدعجا
ومنه الحديث في قصة الملاعنة حدثناه نا الأصم، الربيع، نا أنا الشافعي، إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في قصة الملاعنة: "إن جاءت به أميغر سبطا فهو لزوجها، وإن جاءت به أديعج جعدا فهو للذي يتهم". فجاءت به أديعج، فالأديعج: تصغير الأدعج، وهو الأسود. والأميغر: تصغير الأمغر، وهو الأحمر.
والسبط: التام الخلق. والجعد: القصير، وإنما تأولنا الخبر في قصة الخوارج على سواد الجلد؛ لأنه قد روي في خبر آخر: "آيتهم رجل أسود". وفي خبر آخر: "رجل أسمر". ويقال: في معناه: رجل دغمان [ ص: 378 ] ودحسمان. ويقال: دحمسان وليل دحمس ودحمس. قال أبو نخيلة الراجز:
وادرعي جلباب ليل دحمس
ومنه حديث حمزة بن عمرو الأسلمي، حدثناه أحمد بن عبدوس، نا المكي بن عبد الله، نا نا يعقوب بن حميد، عن سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، محمد بن حمزة الأسلمي، عن حمزة بن عمرو، قال: ومثل هذا حديثه الآخر: "أنفر بنا في سفر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة ظلماء دحمسة، فأضاءت إصبعي حتى جمعوا عليها ظهورهم"
أخبرناه نا ابن الأعرابي، الزعفراني، نا أنا يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، ثابت، عن قال: كان أنس عباد بن بشر، وأسيد بن حضير عند رسول الله في ليلة ظلماء حندس، فتحدثنا عنده حتى إذا خرجا أضاءت لهما عصا أحدهما فمشيا في ضوئها، فلما تفرق بهما الطريق أضاءت لكل واحد منهما عصاه، فمشى في ضوئها.
يقال: ليلة حندس أي: شديدة الظلمة، قال الشاعر:
وليلة من الليالي حندس لون حواشيها كلون السندس
ويقال: ليلة غيهب وغيهم أي: مظلمة، وليلة ديجور وديجوج مثله.
[ ص: 379 ] ويقال: ليلة طخياء بينة الطخاء، إذا كان فيها سحاب ولا قمر فتشتد ظلمتها، وقال:
وليلة طخياء ترمعل فيها على الساري ندى مخضل
كأنما طعم سراها الخل
وقوله: "مثل ثدي المرأة تدردر" أي: تضطرب وتتحرك. ومنه دردور الماء.