أخبرناه نا ابن الأعرابي، نا أبو داود، يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب، نا المفضل، عن عن ربيعة بن سيف المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، هكذا قال الكرى، وقال: سألت عبد الله بن عمرو بن العاص. ربيعة عن الكرى، فقال: القبور.
وأخبرناه عن ابن داسة، أبي داود بإسناده إلا أنه قال: الكدى بالدال.
أما الكرى وقول ربيعة: إنها القبور، فإنما هو من قولك كروت الأرض إذا حفرتها، ومنه الحديث: أن الأنصار أتوا رسول الله في نهر [ ص: 384 ] يكرونه لهم سيحا.
أخبرناه نا ابن الأعرابي، الدقيقي، نا أنا يزيد بن هارون، المبارك، عن ثابت، عن أن الأنصار أتوه في نهر يكرونه لهم سيحا، فلما رآهم قال: "مرحبا بالأنصار، مرحبا بالأنصار" . أنس:
يقال: كروت نهرا إذا استحدثت حفره وكريته وكروت البئر إذا طويتها، فالكرى جمع كرية، وهو ما يكرى من الأرض كالحفرة لما يحفر، ومثلها الأكرة يقال: أكرت بمعنى حفرت، وبه سمي الأكار.
قال الشاعر:
..... ويتأكرن الأكر
وفي بعض الحديث: نهي عن المؤاكرة، وهي المخابرة.
وأما ويقال ما هو إلا ضب كدية؛ وذلك أنه لا يتخذ جحره إلا في المواضع الصلبة لئلا ينهار عليه، وقال بعض الأعراب: الكدى فهو جمع كدية وهي القطعة الصلبة من الأرض تحفر فيها القبور.
سقى الله أرضا يعلم الضب أنها عذية ترب الطين طيبة البقل [ ص: 385 ]
بنى بيته في رأس نشز وكدية وكل امرئ في حرفة العيش ذو عقل
وكدي وكداء: جبلان بمكة، قال الشاعر:
أنت ابن معتلج البطا ح كديها وكدائها