الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن سعد بن معاذ لما رأى كثرة استشارة النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه يوم بدر، ظن أنه إنما يستنطق الأنصار؛ شفقا أن لا يستحلبوا معه على ما يريد من أمره، في حديث طويل. وفيه أن خوات بن جبير خرج مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بلغ الصفراء، فأصاب ساقه نصيل حجر، فرجع فضرب له رسول الله بسهمه.  

حدثناه محمد بن يحيى الشيباني، نا الصائغ، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن محمد بن فلح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب.

يقال: أحلب القوم واستحلبوا إذا اجتمعوا لأمر، وتعاونوا عليه. قال الأموي: يقال: هم يحفشون عليك، ويحلبون عليك أي: يجتمعون عليك.

قال الكميت:


على تلك إجرياي وهي ضريبتي وإن أجلبوا طرا علي وأحلبوا



يقال: فلان على إجرياء حسنة: أي حال وطريقة حسنة.

وقوله: أجلبوا أي: أعان بعضهم بعضا،  والنصيل: حجر محدد الأطراف كأنه نصل لحدته.

[ ص: 400 ]

وفي قصة بدر بهذا الإسناد أن أبا سفيان خرج في ثلاثين فارسا حتى نزل بجبل من جبال المدينة، فبعث رجلين من أصحابه، فأحرقوا صورا من صيران الغريض، فخرج رسول الله في أصحابه حتى بلغ قرقرة الكدر فأغدروه .

يقال أغدرت الشيء وأخدرته إذا خلفته، قال الشاعر:


كأنها أم ساجي الطرف أخدرها     مستودع خمر الوعساء مرخوم



التالي السابق


الخدمات العلمية