الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنه عاد البراء بن معرور وأخذته الذبحة، فأمر من لعطه بالنار" .

حدثونا به، عن محمد بن إسماعيل الصائغ، نا يعقوب، حدثني سليمان بن عبد الرحمن، نا محمد بن شعيب، أخبرني عيسى بن عبد الله، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه.

قوله: "لعطه بالنار" أي: كواه في عرض عنقه. قال أبو زيد: يقال للشاة إذا كان بعرض عنقها سواد لعطاء، وقد يجوز أن يكون اللعط مقلوبا من العلط، وهو الوسم عرضا على العنق، والاسم العلاط، وهو العراض أيضا. فإذا كان ذلك طولا قيل له السطاع. والصدار: ما كان في الصدر، والجناب على الجنب، والكشاح على الكشح، والخباط: وسم في الوجه، [ ص: 458 ] والدماع في مجرى الدمع، وأنشدني أبو عمر، عن أبي العباس ثعلب:


يا من لعين لاتني تهماعا قد ترك الدمع بها دماعا



أي: بقي له أثر من البكاء كأنه وسم. قال الأصمعي: يقال: علطه بشر إذا وسمه به، وقال الهذلي:


فلا والله نادى الحي ضيفي     هدوءا بالمساءة والعلاط



وقال أبو عمر: الصيعرية: سمة في العنق. وقال المسيب بن علس:


وقد أتناسى الهم عند احتضاره     بناج عليه الصيعرية مكدم



فيقال: إن طرفة مر به وهو صبي فسمعه ينشد هذا البيت، فقال: استنوق الجمل فصار مثلا؛ وذلك لأن الصيعرية سمة للنوق خاصة.

التالي السابق


الخدمات العلمية