الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وأما الغلط في التصريف وأبنية الفعل  فكالحديث الذي روي أنه [ ص: 56 ] أتي بأسير يرعد فقال لهم أدفوه ، يريد أدفئوه من الدفاء ولم يكن من لغته الهمز، فذهبوا به فقتلوه، فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كان يريد به معنى القتل لقال: دافوه أو دافوه بالتثقيل، يقال: دافيت الأسير وداففته إذا أجهزت عليه.

ومما نقل من هذا الباب معدولا به عن سمته حديثه الآخر، حين أتاه قوم من العرب كان لهم طول على آخرين، فقالوا: لا نرضى إلا بأن يقتل بالعبد منا الحر منهم، فأمرهم صلى الله عليه وسلم أن يتباوؤوا، يرويه المحدثون: يتباأوا، وكذلك رواه هشيم وغيره من الرواة، والصواب يتباوؤوا، على مثال: يتقاولوا، من البواء، وهو التساوي في القصاص; قال الأعشى:


إما يصبك عدو في مباوأة يوما فقد كنت تستعلي وتنتصر

.

فأما يتباأوا فإنما يكون من بأو الكبر والزهو، وهو ضد المعنى الذي أمرهم به من التساوي.

التالي السابق


الخدمات العلمية