الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- مقدمة

- القول فيما يجب على من طلب الحديث من تعلم كلام العرب وتعرف مذاهبها ومصارف وجوهها

- التصحيف وسوء التأويل

- ذكر ما درج عليه الصدر الأول من لزوم الإعراب، وما أنكروه من اللحن وعابوه من أهله

- ذكر فصاحة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يؤثر من حسن بيانه

- السبب الذي من أجله كثر غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

- معنى الغريب واشتقاقه

- تفسير غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

أحاديث الصحابة رضي الله عنهم

أحاديث التابعين

- مقتطعات من الحديث بلا طرق

- أحاديث فيها ألفاظ ملحونة ومحرفة

- مما يقارب فيه الروايات ولا تختلف لها المعاني

غريب الحديث للخطابي

الخطابي - أبو سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي

صفحة

جزء

وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: أن غلاما لأناس فقراء قطع أذن غلام لأناس أغنياء، فأتوا به النبي صلى الله عليه فقالوا: يا رسول الله، إنا أناس فقراء، فتركه النبي صلى الله عليه.

[ ص: 542 ] حدثناه أحمد بن هشام الخصري، نا الكديمي، نا سليمان بن الفرج، نا معاذ بن هشام، أخبرني أبي، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن عمران بن حصين.

وهذا يتأول على أن الجاني كان حرا، وكانت جنايته خطأ. وعاقلته فقراء فلم يلزمهم الدية، وإضافة الغلام إليهم إضافة تعريف، لا إضافة تمليك، وقد تسمي العرب الرجل المستجمع القوة غلاما، قالت ليلى الأخيلية:

إذا نزل الحجاج أرضا مريضة تتبع أقصى دائها فشفاها شفاها من الداء العقام الذي بها
غلام إذا هز القناة سقاها

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: أَنَّ غُلَامًا لِأُنَاسٍ فُقَرَاءَ قَطَعَ أُذُنَ غُلَامٍ لِأُنَاسٍ أَغْنِيَاءَ، فَأَتَوْا بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا أُنَاسٌ فُقَرَاءُ، فَتَرَكَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ.

[ ص: 542 ] حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ هِشَامٍ الْخُصْرِيُّ، نَا الْكُدَيْمِيُّ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْفَرَجِ، نَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.

وَهَذَا يُتَأَوَّلُ عَلَى أَنَّ الْجَانِيَ كَانَ حُرًّا، وَكَانَتْ جِنَايَتُهُ خَطَأً. وَعَاقِلَتُهُ فُقَرَاءُ فَلَمْ يُلْزِمْهُمُ الدِّيَةَ، وَإِضَافَةُ الْغُلَامِ إِلَيْهِمْ إِضَافَةُ تَعْرِيفٍ، لَا إِضَافَةُ تَمْلِيكٍ، وَقَدْ تُسَمِّي الْعَرَبُ الرَّجُلَ الْمُسْتَجْمِعَ الْقُوَّةَ غُلَامًا، قَالَتْ لَيْلَى الْأَخْيَلِيَّةُ:

إِذَا نَزَلَ الْحَجَّاجُ أَرْضًا مَرِيضَةً تَتَبَّعَ أَقْصَى دَائِهَا فَشَفَاهَا شَفَاهًا مِنَ الدَّاءِ الْعُقَامِ الَّذِي بِهَا
غُلَامٌ إِذَا هَزَّ الْقَنَاةَ سَقَاهَا

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث