أخبرناه نا ابن داسة، نا أبو داود، الحسن بن علي، نا ابن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري.
هذا يتأول على وجهين: أحدهما أن تكون الثياب كناية عن العمل الذي يموت عليه ويختم له به، ويدل على ذلك حديث حدثناه الأعمش محمد بن عبد الواحد النحوي، نا أحمد بن سعيد الجمال، نا أبو نعيم، نا عن سفيان يعني الثوري، عن الأعمش، أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه: "يبعث العبد على ما مات عليه".
وأخبرني عبد العزيز بن محمد، نا ابن الجنيد، نا قتيبة، نا الفضيل، عن منصور، عن في قوله: مجاهد وثيابك فطهر قال: وعملك فأصلح. ويقال: فلان دنس الثوب، إذا كان خبيث الفعل والمذهب. ولبس الرجل ثوب غدر، إذا غدر. كقول الشاعر:
وإني بحمد الله لا ثوب غادر لبست ولا من ريبة أتقنع
وقال آخر:لا هم إن عامر بن جهم أو ذم حجا في ثياب دسم
[ ص: 614 ] والوجه الآخر أن يراد بالثياب ما يلبس ويكتسى، يريد أنهم يبعثون من قبورهم وعليهم ثيابهم، ثم يحشرون إلى الموقف عراة ؛ لقوله عليه السلام: "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا".
ويروى عن بعض الصحابة أنه لما حضره الموت قال: حسنوا كفني، فإن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها.