قال في حديث النبي صلى الله عليه: أبو سليمان هوازن لما انهزموا دخلوا حصن ثقيف فتآمروا، فقالوا: الرأي أن ندخل في الحصن ما قدرنا عليه من فاشيتنا، وأن نبعث إلى ما قرب من سرحنا وخيلنا الجشر، فقال بعضهم إنا لا نأمن أن يأتوا بضبور، أن في قصة فيها طول.
يرويه حدثني الواقدي، عمر بن أبي عاتكة، عن نافع بن جبير.
الفاشية الإبل والغنم السائمة المنتشرة في المرعى، وسميت فاشية لأنها تفشو أي تظهر وتنتشر، ومن هذا فشا السر.
وفي حديث آخر: والخيل الجشر: ما أرسل منها في الرطب أيام الربيع، قال "إذا كان الليل فضموا فواشيكم"، يقال: مال جشر، إذا كان لا يأوي إلى أهله، وقال غيره: الجشر بقول الربيع، هذا الأصل فيه، [ ص: 678 ] فإذا قيل: جشرنا الدواب كان معناه أرسلناها في الجشر. والضبور الدبابات التي تقدم إلى أصول حيطان الحصون، واحدها ضبر. الأصمعي