حدثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك، نا عمر بن حفص السدوسي، ثنا ثنا عاصم بن علي، أبي علي بن عاصم، عن عن أبي علي الرحبي، عن عكرمة، قوله: "اجعلها رياحا" يريد اجعلها لقاحا للسحاب، ولا تجعلها ريحا. ابن عباس.
يريد: لا تجعلها عذابا. والعرب تقول: لا تلقح السحاب إلا من رياح. وقال عن بعض الأعراب: إذا كثرت المؤتفكات زكت الأرض. وتصديق هذا في كتاب الله عز وجل وبيانه ما ذكر الأصمعي، ابن عباس.
حدثناه نا الأصم، الربيع، ثنا أخبرنا من لا أتهم، نا الشافعي، العلاء [ ص: 680 ] بن راشد، عن عن عكرمة، قال في كتاب الله يعني آية الرحمة: ابن عباس وأرسلنا الرياح لواقح ، قال: وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ، وقال: يعني في آية العذاب: وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ، وقال: إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا .
قال : والمؤتفكات: الرياح إذا اختلفت وكانت لشدتها كأنها تقلب الأرض. ومن هذا قولهم أفكت الرجل عن رأيه إذا صرفته عنه. ومنه سمي الكذب إفكا ؛ لأنه قد قلب عن الحق إلى الباطل. وسميت أبو سليمان مدائن قوم لوط المؤتفكات لانقلابها. قال الله تعالى: والمؤتفكات بالخاطئة .
وأخبرني محمد بن المكي، أنا نا الصائغ، سعيد، نا نا سويد بن عبد العزيز، حصين، عن وذكر قصة هلاك سعيد بن جبير، قوم لوط، وإنه لما كان في جوف الليل رفعت القرية حتى كأن أصوات الطير لتسمع في جو السماء قال: فمن أصابته تلك الآفكة أهلكته.
ومن هذا أيضا حديث حدثناه بشير بن الخصاصية. نا ابن مالك، نا محمد بن أيوب، عمرو بن حصين العقيلي، نا الفضل بن العلاء الكوفي، عن عن عمر بن محمد، محمد بن سعيد بن حنظلة، عن إياد بن لقيط، عن أن رسول الله صلى الله عليه قال له: "ممن أنت" فقال: من بشير بن الخصاصية ربيعة قال: "أنتم تزعمون لولا ربيعة لأتفكت الأرض بمن [ ص: 681 ] عليها" أي انقلبت بأهلها.
قال : فأما حديثه الآخر أبو سليمان أنه كان إذا رأى في السماء اختيالا تغير لونه.
حدثناه ابن الزئبقي، ثنا نا محمد بن سنان القزاز، أخبرنا عثمان بن عمر، عن ابن جريج، عطاء، عن قالت: عائشة فإن الاختيال من المخيلة، وهي السحابة التي يخال بها المطر. يقال خيلت السماء وتخيلت إذا أرت أنها ماطرة، والخال السحاب الذي يخيلك المطر. قال الشاعر: كان نبي الله صلى الله عليه إذا رأى ريحا سأل الله خيرها وخير ما فيها، وإذا رأى في السماء اختيالا تغير لونه، ودخل وخرج وأقبل وأدبر.
أتيناك روادا ووفدا وشامة لخالك خال الصدق يا بن الأكارم