يرويه عن موسى بن داود الضبي، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمير بن هانئ، أبي العذراء، عن قال أبي الدرداء، أحلوا يريد أسلموا. ابن ثوبان:
قال : هكذا سمعته يروى بالحاء، فإن كان محفوظا فمعناه الخروج من خطر الشرك إلى حل الإسلام، من قولهم: أحل الرجل إذا خرج من الحرم إلى الحل، وأحل في يمينه إذا خرج من عهدتها ببر أو كفارة أو استثناء أو نحوها، وكذلك أحل في نذره، قال أبو سليمان ذو الرمة:
أرشت بها عيناك حتى كأنما تحلان من سفح الدموع بها نذرا
[ ص: 689 ] وكل من خرج من حظر إلى إباحة فهو محل، وكان عبد الله بن الزبير يدعى المحل لاستباحته القتال في الحرم. قال الشاعر يشبب بابنة الزبير:
ألا من لقلب معنى غزل بذكر المحلة أخت المحل
أخبرني أخبرنا أبو عمر، عن أبو العباس ثعلب، قال: أحال يريد أسلم. قال ابن الأعرابي وليس هذا من الإحلال، هذا من الإحالة. يقال أحال الرجل إذا تحول من شيء إلى غيره، يريد -والله أعلم- الانتقال من دين الكفر إلى ملة الإسلام. أبو سليمان:
وروى هذا الحديث عن محمد بن إسماعيل البخاري، عن محمد بن المثنى.، بإسناده سواء. فقال: موسى بن داود بالجيم، أي أسلموا. والتفسير موصول بالحديث، والله أعلم أيهما الصحيح. وقال بعض أصحابنا يريد بقوله: أجلوا الله، أي قولوا يا ذا الجلال، أو آمنوا بالله ذي الجلال، وهذا كما روي: "أجلوا الله يغفر لكم". "ألظوا بيا ذا الجلال".