الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: "ما من مؤمن يمرض مرضا حتى يحرضه إلا حط الله عنه خطاياه".  

[رواه] يعقوب الحضرمي عن حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن الشريد عن أبيه قوله: يحرضه معناه يدنفه والحرض الذي أشرف على الهلاك.

قال الله تعالى: حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين ومنه قيل للرجل الساقط حارض قال الأصمعي يقال رجل حارضة وهو الأحمق وقال أبو عمرو حارض بلا هاء وقال العرجي:


إني امرؤ لج بي حب فأحرضني حتى بليت وحتى شفني السقم

وقال امرؤ القيس:


أرى المرء ذا الأذواد يصبح محرضا     كإحراض بكر في الديار مريض

[ ص: 139 ]

ويقال: إن الحرض هو الذي لا يتخذ سلاحا ولا يقاتل قال الطرماح:


من يرم جمعهم يجدهم مراجيـ     ـح حماة لا العزل الأحراض

[أي ليسوا بالعزل الأحراض]وأما حديثه الآخر أنه قال: "لا يمرض مؤمن إلا حط هدبة من خطيئته" .

حدثنيه محمد بن المكي نا إسحاق بن إبراهيم نا قتيبة نا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر فإنه يريد بالهدبة القطعة والطائفة منها يقال: هدبت الشيء إذا قطعته ومنه حديث خباب بن الأرت أنه قال: "هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه فوقع أجرنا على الله فمنا من خرج من الدنيا لم يصب منها شيئا ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها" وأرى هدبة الثوب من هذا أخذت.

التالي السابق


الخدمات العلمية