الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عمر أنه قيل له : إن أختك وزوجها قد صبآ وتركا دينك فمشي ذامرا حتى أتاهما [ ص: 57 ] .

أخبرناه محمد بن أحمد بن زيرك أخبرنا ابن المنادي أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق أخبرنا القاسم بن عثمان البصري عن أنس بن مالك .

قوله ذامرا معناه  متهددا لهما وأصل الذمر التحريض على القتال والذمر الرجل الشجاع والجميع الأذمار ويقال : فلان حامي الذمار وتذمر الرجل إذا لام نفسه على التقصير في الأمر وتذامر القوم إذا تلاوموا .

وحدثني عبد العزيز بن محمد أنبأنا ابن الجنيد أخبرنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن عبيد بن عمير وعكرمة بن خالد المخزومي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل حتى إذا كان بضجنان أو بعسفان لقي المشركين فحضرت صلاة الظهر قال : فتذامر المشركون فقالوا : هلا كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة .

أي تلاوموا فيما بينهم واستقصروا أنفسهم على الغفلة وترك الفرصة . وقد يكون معناه تحاضوا على القتال .

يقال : ذمر الرجل صاحبه إذا حضه على القتال وقال عنترة :


لما رأيت القوم أقبل جمعهم يتذامرون كررت غير مذمم



التالي السابق


الخدمات العلمية