الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عمر أنه كان بمكة فوجد ريح طيب فقال : من قشبنا فقال معاوية يا أمير المؤمنين دخلت على أم حبيبة فطيبتني وكستني هذه الحلة فقال عمر : إن أخا الحاج الأشعث الأدفر الأشعر [ ص: 109 ] .

أخبرناه محمد بن المكي نا الصائغ ثنا سعيد بن منصور نا عبد الرحمن بن زياد نا شعبة عن الحكم عن إبراهيم .

قوله من قشبنا  يريد من أصابنا بهذه الرائحة ومن أنشقناها . يقال : قشبه الدخان إذا ملأ خياشيمه وأصل القشب خلط السم بالطعام يقال : قشبه إذا سمه وقشبتنا الدنيا أي فتنتنا فصار حبها كالسم الضار ثم قيل على هذا قشبه الدخان وقشبته الريح الذكية إذا بلغت منه الكظم ومثله فغمته . والقشب نوع من السم .

وقوله إن أخا الحاج الأشعث يريد الحاج نفسه والأخ صلة وزيادة .

ومنه حديث أبي بكر أنه قال : لما نزلت ولا تجهروا له بالقول ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم يا رسول الله لا كلمتك حتى ألقى الله إلا كأخي السرار . سمعت أبا عمر يقول أراد كالسرار فأنشدنا عن أبي العباس:


لا يدرك الحاجة بعد الكرب إلا محب وأخو محب

وقد يجوز أن يكون معناه كصاحب السرار والأدفر السيئ الرائحة ومنه قيل للدنيا أم دفر فأما الذفر بالذال معجمة فهو كل ريح ذكية طيبة كانت أو منتنة . يقال : مسك أذفر والأشعر الوافي الشعر يريد أن من حكم الحاج وصفته أن يكون كذلك [ ص: 110 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية