الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عمر أن المغيرة بن شعبة ذكر له عثمان للخلافة فقال : أخشى حفده وأثرته قال فالزبير . قال : ضرس ضبس أو قال : ضمس .

أخبرناه محمد بن هاشم نا الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وروى أبو المليح الهذلي عن ابن عباس في هذه القصة قال : وذكر له طلحة فقال الأكنع إن فيه كبرا أو نخوة .

قوله أخشى حفده يريد إقباله على أقاربه وخفوفه في مرضاتهم وأصل الحفد الخدمة والخفة في العمل . ومنه قولهم في الدعاء وإليك نسعى ونحفد أي نخف في مرضاتك ونسرع إلى طاعتك .

قال أبو عبيدة: الحفدة الأعوان يقال : حفدني بخير وهو حافدي وأنشد لطرفة :


يحفدون الضيف في أبياتهم كرما ذلك منهم غير ذل

وقال غيره الحفدة الخدم ويقال لولد الولد الحفدة . قال الفراء: واحد الحفدة حافد كقولك كامل وكملة .

قال : ويجوز أن يقال في جمع حافد حفد كما قالوا : غائب وغيب قال الشاعر :


فلو أن نفسي طاوعتني لأصبحت     لها حفد مما يعد كثير

وقوله ضرس أي سيئ الخلق يقال رجل ضرس شرس وناقة [ ص: 112 ]

ضروس وهي التي تعض حالبها والضمس كالضبس سواء وقد ذكره أبو عبيد في كتابه .

والباء قد تبدل ميما وكذلك الميم تبدل باء وذلك لقرب مخرجيهما كقولهم سمد رأسه وسبده ولازم ولازب والأكنع الأشل وقد كانت يده أصيبت مع رسول الله وقاه بها يوم أحد.

التالي السابق


الخدمات العلمية