أخبرنا نا ابن داسة، محمد بن عيسى بن السكن، نا أبو عمران الجبلي: موسى بن إسماعيل، نا نوح بن عباد، عن الحكم بن عبد الله الأيلي، عن عن الزهري، سالم عن أبيه قال: أتى على قوم يرمون رشقا لهم، فأساؤوا الرمي، فقالوا: يا أمير المؤمنين نحن قوم متعلمين، فقال عمر: لإساءتكم في لحنكم شر من إساءتكم في رشقكم أو رميكم، رحم الله امرأ أصلح من لسانه. عمر بن الخطاب
أخبرنا أحمد بن عبد العزيز بن شابور، نا أراه عن رجل، عن علي بن عبد العزيز، عن عبد الواحد بن زياد، عن المسعودي، القاسم، قال: قال تعلموا العربية، فإنها تثبت العقل. عمر:
حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثت عن نا أحمد بن حنبل، نا يحيى بن آدم، أبو بكر، عن عاصم قال: كان زر بن حبيش الأسدي من أعرب الناس، وكان يسأله عن العربية [ ص: 61 ] . عبد الله بن مسعود
حدثنا عبد الرحمن بن الأسد، نا عن الدبري، عن عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمر، نافع، عن أنه كان يضرب ولده على اللحن . ابن عمر
أخبرني محمد بن المكي: أنا نا الصائغ، أنا سعيد بن منصور، هشيم، أنا حصين، أنا عبيد الله بن عبد الله قال: رأيت يسأل عن عربية القرآن فينشد الشعر. قال ابن عباس سعيد: ونا عن جرير بن عبد الحميد، إدريس -وكان من خيار الناس- قال: قيل للحسن: إن لنا إماما يلحن، فقال: أخروه.
حدثنا عبد الله بن شاذان الكراني، أنا نا زكريا بن يحيى الساجي، الحسن بن إدريس، نا العلاء بن عمرو، نا عبد القدوس، عن حجاج قال: قال عطاء: وددت أني أحسن العربية، وهو يومئذ ابن تسعين سنة .
أخبرني أبو رجاء الغنوي، نا أبي، نا حدثني عمر بن شبة، عفان، عن همام قال: ما سمعتم من حديث ملحونا فأعربوه، فإن قتادة كان لا يلحن . قتادة
أخبرني نا ابن شابور، نا علي بن عبد العزيز، نا الزبير بن بكار، عن النضر بن شميل، الخليل بن أحمد قال: لحن أيوب، فقال: أستغفر الله.
أخبرنا الكراني، نا عبد الله بن شبيب، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا [ ص: 62 ] قال: سمعت الأصمعي يقول: (من لحن في حديثي فليس يحدث عني ) . حماد بن سلمة
أخبرني محمد بن يعقوب المتوثي، نا أحمد بن عمرو الزئبقي، نا أبي، نا قال: قال لي الأصمعي إني وصفتك شعبة: وهو يحب أن يراك، قال: فوعدته يوما فذهبت معه إليه فسلمت عليه، فحيا ورحب، فقال له لحماد بن سلمة، يا شعبة: أبا سلمة، هذا ذاك الفتى الذي ذكرته لك، قال: فحياني بعد وقرب، ثم قال لي: كيف تنشد هذا البيت: الأصمعي
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا ...
فقلت:أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
قال وأنشدنيه بعض الأثبات، عن أبو سليمان: محمد بن حاتم المظفري، أنشدناه الرياشي فقال: البنا بالضم، قال: وواحدتها بنية. قال أبو العباس [ ص: 63 ] محمد بن يزيد: واحدتها بنية وبنية، فجمع بنية بنى، مثال كسرة وكسر، وجمع بنية بنى مثل ظلمة وظلم، فأما المصدر من بنيت بناء فممدود، ويشبه أن يكون حماد إنما اختار الضمة وأنكر الكسرة فيها لئلا يلتبس بالبناء الذي هو باللبن والطين، إذ كان من مذهبهم أن يستجيزوا قصر الممدود في الشعر.
وأخبرنا نا ابن الأعرابي الدوري، عن قال: كان يحيى بن معين، صاحب عربية وشعر . شعبة
وأخبرني أحمد بن إبراهيم بن مالك، نا الدغولي، نا المظفري، نا أبو بهز بن أبي الخطاب السلمي قال: كان زريع أبو يزيد بن زريع على عسس بلال بن أبي بردة، قال: فقال لي: بلغني أن أهل الأهواء يجتمعون في المسجد ويتنازعون فاذهب فتعرف ذاك، قال: فذهب ثم رجع إليه فقال: ما وجدت فيه إلا أهل العربية حلقة حلقة، فقال له: ألا جلست إليهم حتى لا تقول حلقة حلقة. قال وإنما هي الحلقة، حلقة القوم وحلقة القرط ونحوها . أبو سليمان:
أخبرني أنا أبو عمر عن ثعلب، عمرو بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه قال: لا أقول حلقة إلا في جمع حالق. وحدثني محمد بن معاذ، أنا بعض أصحابنا، عن أبي داوود السنجي: سمعت يقول: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي صلى الله عليه وسلم: الأصمعي لأنه لم [ ص: 64 ] يكن يلحن، فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه، فهؤلاء من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) ; وعلى هذا مضى من لم نذكره منهم، حيث كانوا في كل عصر وزمان، وفي كل مصر ومكان إلا عوام الغثر الذين لا نظام لهم ولا اعتبار بمذاهبهم، فإن فساد كل صناعة من كثرة الأدعياء وقلة الصرحاء، وطلاب الحديث كثير وأصحابه قليل. الصحابة والتابعون ومن بعدهم من أعلام الحديث وحفاظ الأثر كل منهم يحض على تقويم اللسان وإعراب الكلام، ويذم اللحن ويهجن أهله،
حدثنا سمعت إسماعيل بن محمد الصفار، يقول: أردت الخروج إلى العباس بن محمد الدوري البصرة فصرت إلى وسألته الكتاب إلى مشايخها، فكلما فرغ من كتاب قرأته فإذا فيه: وهذا فتى ممن يطلب الحديث، ولم يكتب من أصحاب الحديث. أحمد بن حنبل،