الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث علي : أنه بنى سجنا من قصب فسماه نافعا فنقبه اللصوص ثم بنى سجنا من مدر فسماه مخيسا ثم قال :


ألا تراني كيسا مكيسا بنيت بعد نافع مخيسا

أخبرناه محمد بن هاشم أخبرنا الدبري عن عبد الرزاق عن يعلى بن عبيد الطنافسي عن أبي حيان التيمي عن أبيه عن علي .

أصل الكيس  حسن التأتي للأمور يقال رجل كيس وقوم أكياس وكيسة وكيسى . قال عقيل بن علفة :


فكن أكيس الكيسى إذا ما لقيتهم     وإن كنت في الحمقى فكن مثل أحمقا

والتخييس معناه التذليل والتسخير قال المتلمس :


شدوا الرحال على إبل مخيسة     والظلم ينكره القوم المكاييس



[ ص: 187 ] وقال النابغة :


وخيس الجن أني قد أذنت لهم     يبنون تدمر بالصفاح والعمد

وقال بعض أهل اللغة التخييس التخليد في الحبس واشتقاقه من خيس الأسد وهو الموضع الذي يأوي إليه ويلازمه .

وقال غيره بل هو مأخوذ من خاس الشيء في وعائه إذا فسد وذلك كالحب ونحوه إذا طال عليه مر الزمان يريد أنه يفسده بطول الحبس ويبليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية