وقال في حديث أبو سليمان أن أبي ذر نعيم بن قعنب قال أتيته فقلت إني كنت وأدت في الجاهلية فقال عفا الله عما سلف ثم عاج رأسه إلى المرأة فأمرها بطعام فجاءت بثريدة كأنها قطاة فقال كل ولا أهولنك فإني صائم فجعل يهذب الركوع.
أخبرناه محمد بن المكي أنا نا الصائغ نا سعيد بن منصور إسماعيل بن إبراهيم نا عن الجريري عن أبي السليل نعيم بن قعنب. قوله عاج رأسه إلى المرأة أي التفت إليها. يقال عجت الناقة إذا عطفتها بزمامها أعوجها قال نصيب:
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب
ويقال ناقة عاج بغير هاء أي منقادة مطواع ومن هذا قولهم ما أعوج بكلام فلان أي ما ألتفت إليه قال يعقوب هكذا يقول بنو أسد يأخذونه من عجت الناقة. قال وغيرهم يقولون ما أعيج من كلامه بشيء أي ما أعبأ به.قال يقال عجت إلى فلان فما عجت بشيء أي ما انتفعت منه بشيء. أبو عمر
وقوله يهذب الركوع: أي يتابع الركوع في سرعة يقال أهذب [ ص: 274 ] الرجل في سيره وأهرب وألهب بمعنى واحد ويقال أهذب الظليم إذا أجفل قال امرؤ القيس:
فللزجر ألهوب وللساق درة وللسوط منه وقع أخرج مهذب