وقال في حديث أبو سليمان مصعب أن قال كان يصيبنا ظلف العيش سعد بن أبي وقاص بمكة فلما أصابنا البلاء اعتزمنا لذلك مصعب أنعم غلام بمكة فجهد في الإسلام حتى لقد رأيت جلده يتحسف تحسف جلد الحية عنها. وكان
وفي رواية أخرى أن قال كان عامر بن ربيعة مصعب مترفا يدهن بالعبير ويذيل يمنة اليمن ويمشي في الحضرمي فلما هاجر أصابه ظلف شديد فكان يهمد من الجوع.
أخبرناه نا ابن الأعرابي نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي عن يونس بن بكير محمد بن إسحاق حدثني عن بعض صالح بن كيسان آل سعد عن سعد. والرواية الأخرى يرويها عن ابن أبي سبرة عن عاصم بن عبيد الله عن أبيه [ ص: 292 ] ظلف العيش بؤسه وشدته يقال رجل ظليف إذا كان سيئ الحال ومكان ظليف أي خشن وعر وقد ظلف الرجل نفسه إذا صرفها عن النعيم إلى البؤس. عبد الله بن عامر بن ربيعة
وقوله اعتزمنا لذلك أي احتملناه وأطقناه وأصل العزم القوة قال تأبط شرا:
وكنت إذا ما هممت اعتزمت وأولى إذا قلت أن أفعلا
وقوله: يتحسف أي يتقشر جلده حتى يتساقط عنه، ومنه الحسافة وهي سقاطة التمر ورديئه.قال الحسافة ما سقط من التمر والجرامة ما التقط منه بعدما يصرم والحثالة الرديء من كل شيء والحفالة مثله. الأصمعي:
وقوله يذيل يمنة اليمن أي يلبسها ويتزر بها فيسدل ويطيل ذيلها وإنما هو من زي أهل الترفه قالطرفة يصف قوما بذلك:
يلحفون الأرض هداب الأزر
.واليمنة ضرب من برود اليمن.
وقوله كاد يهمد أي يهلك ويتلف يقال همد الثوب يهمد وهمدت النار تهمد همودا إذا طفئت.