وقال في حديث أبو سليمان خباب أنه رأى ابنه عند قاص فلما رجع اتزر وأخذ السوط وقال أمع العمالقة هذا قرن قد طلع.
من حديث شريك عن أبي سنان عن أبي الهذيل أن خبابا رأى ابنه عند قاص.
العمالقة قوم من الجبابرة كانوا بالشام شبه بهم هؤلاء لما يوجد في بعضهم من الكبر والاستطالة على الناس وإنما ذم السلف هذا لما يقع فيه من الرياء والسمعة ولما يدخله من التصنع والتكلف وقد جاء لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو متكلف.
وقوله: هذا قرن قد طلع معناه هذه بدعة قد ظهرت وأمر قد أحدث لم يكن في زمان رسول الله صلى الله عليه ضرب المثل به وذلك أن القرن في الحيوان إنما هو شيء يحدث لها ويطلع بعد أن لم يكن وما أكثر ما يضرب المثل فيما لا يحمد من الأمور كقوله صلى الله عليه حين ذكر الفتن وطلوعها من ناحية المشرق فقال: [ ص: 296 ] . "ومنه يطلع قرن الشيطان"
وقال في الشمس: وفي بعض الكلام أن الفتنة قد أطلعت قرنها وأتلعت عنقها ومثله كثير في الكلام. "إنها تطلع بين قرني الشيطان"
والقرن أيضا أهل كل عصر يحدثون بعد فناء آخرين يقال قرن بعد قرن أنشدني أنشدنا أبو عمر ثعلب:
إذا ما مضى القرن الذي أنت منهم وخلفت في قرن فأنت غريب
وقد يحتمل أن يكون أراد بالقرن هذا المعنى يريد أنهم قوم حدثوا بعد أن لم يكونوا. ويقال فلان قرني في السن وقرني في الشدة ومنه قول ابن الزبير لو كان قرني واحدا كفيته.