قال في حديث أبو سليمان عبادة أن المخدجي قال له: إن يزعم أن الوتر حق فقال: كذب أبا محمد أبو محمد.
حدثناه نا مكرم بن أحمد أنا يحيى بن أبي طالب نا عبد الوهاب بن عطاء محمد بن عمرو عن عن محمد بن يحيى بن حبان المخدجي.
يقال حق الأمر يحق ويحق حقا إذا وجب وقد حققت الشيء أحقه وأحققته أيضا أحقه. قوله: الوتر حق أي واجب
وقوله: كذب لم يذهب به إلى الكذب الذي هو الانحراف عن الصدق والتعمد للزور وإنما أراد به أنه زل في الرأي وأخطأ في الفتوى وذلك لأن حقيقة الكذب إنما يقع في الإخبار ولم يكن أبو محمد في هذا مخبرا عن غيره وإنما كان مفتيا عن رأيه وقد نزه الله أقدار الصحابة عن الكذب وشهد لهم في محكم كتابه بالصدق والعدالة فقال: أبو محمد والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم .
ولأبي محمد هذا صحبة وهو رجل من الأنصار من بني النجار واسمه مسعود بن زيد بن سبيع مشهور عند العلماء [ ص: 303 ] .
وقد يجري الكذب في كلامهم مجرى الخطإ ويوضع موضع الخلف كقول القائل كذب سمعي وكذب بصري وقال صلى الله عليه للرجل الذي وصف له العسل: وقال "صدق الله وكذب بطن أخيك". الأخطل:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط ملس الظلام من الرباب خيالا
وقال ذو الرمة:وقد توجس ركزا مقفر ندس لنبأة الصوت ما في سمعه كذب
.
أخبرني أحمد بن إبراهيم بن مالك نا الدغولي نا المظفري نا نا مصعب الزبيري سفيان عن عمرو بن دينار قال: سألت عروة كم لبث النبي صلى الله عليه بمكة؟ قال: عشرا. قلت: إن يقول: "لبث بضع عشرة فقال كذب". ثم قال: ذهب إلى شعر ابن عباس ابن صرمة:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة يذكر لو يلقى خليلا مواتيا
ونظير هذا قول عمران بن حصين لسمرة بن جندب.
روى عن ابن المبارك عن سليمان التيمي قال قال أبي مجلز سمرة في [ ص: 304 ] المغمى عليه يصلي مع كل صلاة صلاة حتى يقضيها فقال له كذبت ولكنهن يصليهن معا يريد أخطأت. عمران بن حصين
ومن هذا الباب حديث حدثناه البراء بن عازب الصفار نا نا عباس الدوري نا قراد أبو نوح عن يونس بن أبي إسحاق أبي إسحاق عن نا عبد الله بن يزيد الأنصاري وهو غير كذوب قال: كنا خلف رسول الله صلى الله عليه في الصلاة فإذا قال: سمع الله لمن حمده لم يحن منا رجل ظهره للسجود حتى يضع رسول الله جبينه على الأرض. البراء بن عازب
قوله: وهو غير كذوب أي غير مظنون به الخطأ أو غير مجرب عليه الغلط في الرواية يصفه بالحفظ والإتقان.
وأخبرنا نا ابن الأعرابي عن عباس الدوري يحيى بن معين.
قال: قوله: وهو غير كذوب يريد عبد الله بن زيد لا يقال لرجل من أصحاب رسول الله غير كذوب.
قال ولا أعلم خلافا في أن الوتر ليس بفرض إلا أن بعض الفقهاء قد علق فيه القول وقد سبقه الإجماع بخلافه. أبو سليمان: